"إن الله بما تعملون بصير"

السبت، 15 يونيو 2013

محامد مختارة

مناجاة الخالق سبحانه والتضرع إليه، وخاصة في جوف الليل، من الأمور التي ينبغي على المسلم أن يحرص عليها في الأوقات كافة، وفي شهر رمضان على وجه الخصوص. وهذه بعض من أدعية المناجاة، تعين على السير في هذا المسلك:
* الحمد لله الذي هتف في أسماع العالمين ألسنُ أدلته، شاهدةَ أنه الله الذي لا إله إلا هو، الذي لا عدلَ له معادل، ولا مثلَ له مماثل، ولا شريك له مُظاهر، ولا ولدَ له ولا والد، ولم يكن له صاحبة ولا كفواً أحد، وأنه الجبار الذي خضعت لجبروته الجبابرة، والعزيز الذي ذلت لعزته الملوك الأعزة، وخشعت لمهابة سطوته ذَوو المهابة، وأذعن له جميع الخلق بالطاعة طوعاً وكرهاً.

* الحمد لله الذي أنزل القرآن بعلمه، وأنشأ خلق الإنسان من تراب بيده، ثم كونه بكلمته، واصطفى رسوله إبراهيم عليه السلام بخُلّته، ونادى كليمه موسى صلوات الله عليه فقربه نجياً، وكلمه تكليماً، وأمر نبيه نوحاً عليه السلام بصنعة الفلك على عينه، وخبرنا أن أنثى لا تحمل ولا تضع إلا بعلمه، وأشهد أن لا إله إلا الله إلهاً واحداً، فرداً صمداً، قاهراً قادراً، رؤوفاً رحيماً، لم يتخذ صاحبةً ولا ولداً، ولا شريكاً له في ملكه، العادل في قضائه، الحكيم في فعاله، القائم بين خلقه بالقسط، الممتن على المؤمنين بفضله، بذل لهم الإحسان، وزين في قلوبهم الإيمان، وكره إليه الكفر والفسوق والعصيان.

* سبحان الذي تعطف العز وقال به، سبحان الذي لبس المجد وتكرّم به، سبحان الذي لا ينبغي التسبيح إلا له، سبحان ذي الفضل والنعم، سبحان ذي المجد والكرم، سبحان ذي الجلال والإكرام.

* سبحان الله عددَ ما خلق في السماء، وسبحان الله عددَ ما خلق في الأرض، وسبحان الله عددَ ما بين ذلك، وسبحان الله عددَ ما هو خالق، والله أكبر مثل ذلك، والحمد لله مثل ذلك، ولا حول ولا قوة إلا بالله مثل ذلك.

* الحمد لله عدد ما أحصى كتابُه، والحمد لله عدد ما في كتابه، والحمد عدد ما أحصى خلقه، والحمد لله مِلْءَ ما في خلقه، والحمد لله مَلْءَ سماواته وأرضه، والحمد لله عدد كل شيء، والحمد لله على كل شيء.

* اللهم أنت أحق من ذُكر، وأحق من عُبد، وأنصر من ابتُغي، وأرأف من مَلَك، وأجود من سُئل، وأوسع مَن أعطى، أنت الملك لا شريك لك، والفرد لا نِدَّ لك، كل شيء هالك إلا وجهَك، لن تطاع إلا بإذنك، ولن تعصى إلا بعلمك، تطاع فتشكر، وتُعصى فتغفر، أقرب شهيد، وأدنى حفيظ، حلت دون النفوس، وأخذت بالنواصي، وكتبت الآثار، ونسخت الآجال، القلوب لك مُفضية، والسر عندك علانية، الحلال ما أحللت، والحرام ما حرمت، والدين ما شرعت، والأمر ما قضيت، والخلق خلقك، والعبد عبدك، وأنت الله الرؤوف الرحيم.

* اللهم تمَّ نورك فهديت فلك الحمد، عظم حلمك فعفوت فلك الحمد، بسطت يدك فأعطيت فلك الحمد. ربَّنا: وجهك أكرم الوجوه، وجاهك أعظم الجاه، وعطيتك أفضل العطية وأهناها. تطاع ربَّنا فتشكر، وتُعصى ربَّنا فتغفر، وتجيب المضطر، وتكشف الضر، وتَشفي السُقم، وتغفر الذنب، وتقبل التوبة، ولا يجزي بآلائك أحد، ولا يبلغ مدحتَك قولُ قائل.

* يا مَن أظهر الجميل، وستر القبيح، يا من لا يؤاخذ بالجريرة، ولا يهتك الستر، يا حَسَنَ التجاوز، يا واسع المغفرة، يا باسط اليدين بالرحمة، يا صاحب كل نجوى، يا منتهى كل شكوى، يا كريم الصَفح، يا عظيم المنّ، يا مبتدئ النعم قبل استحقاقها، يا ربنا ويا سيدنا، ويا مولانا، ويا غاية رغبتنا أسألك يا الله أن لا تَشوي خلقي بالنار.

* اللهم إنا نستعينك ونستهديك ونستغفرك، ونؤمن بك ونتوكل عليك، ونثني عليك الخير كله، ونشكرك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك. اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى، ونَحْفِد، نرجو رحمتك، ونخشى عذابك؛ إن عذابك الجِدَّ بالكفار مُلْحِق.

* اللهم إنك تسمع كلامي، وترى مكاني، وتعلم سري وعلانيتي، لا يخفى عليك شيء من أمري، أنا البائس الفقير، المستغيث المستجير، الوجل المشفق، المقر المعترف بذنبه، أسألك مسألة المسكين، وأبتهل إليك ابتهال المذنب الذليل، وأدعوك دعاء الخائف الضرير، من خضعت لك رقبته، وفاضت لك عيناه، وذل جسده، ورغم لك أنفه.

* يا الله يا أرحم الراحمين، يا صاحبي عند شدتي، يا مؤنسي في وحدتي، يا حافظي في نعمتي، يا ولييّ في نفسي، يا كاشف كربتي، يا مستمعَ دعوتي، يا راحمَ عبرتي، يا مقيلَ عثرتي، يا إلهي بالتحقيق، يا ركني الوثيق...يا مولاي الشفيق، يا رب البيت العتيق...يا فارج الهم، وكاشفَ الغم، ويا منزل القطر، ويا مجيبَ دعوة المضطرين، يا رحمـن الدنيـا والآخـرة ورحيمهما... يا كاشفَ كلِّ ضرٍ وبلية، ويا عالم كُلِّ خَفِيّة، يا أرحم الراحمين.

* اللهم: إني أسألك بنور وجهك الذي أشرقت له السموات والأرض، أن تجعلني في حرزك وحفظك وجوارك وتحت كنفك.

* سبحانك من لطيف ما ألطفك، ورؤوف ما أرأفك، وحكيم ما أتقنك، سبحانك من مليك ما أمنعك، وجواد ما أوسعك، ورفيع ما أرفعك، ذو البهاء والمجد، والكبرياء والحمد، سبحانك بسطت بالخيرات يدك، وعُرفت الهداية من عندك، فمن التمسك لدين أو دنيا وجدك، سبحانك سبيلك جد، وأمرك رشد، وأنت حي صمد، سبحانك قولك حُكْم، وقضاؤك حتم، وإرادتك عَزم، سبحانك لا رادّ لمشيئتك، ولا مبدل لكلماتك، سبحانك باهر الآيات، فاطَر السموات، بارئ النَسَمات، لك الحمد حمداً يدوم بدوامك، ولك الحمد حمداً خالداً بنعمتك.

* ربِّ كم من نعمة أنعمت بها عليَّ، قَلّ لك عندها شكري، وكم من بلية ابتليتني بها، قَلّ لها عندك صبري، فيا من قَلّ عند نعمته شكري فلم يرحمني، ويا من قَلّ عند بليته صبري فلم يخذلني، ويا من رآني على المعاصي فلم يفضحني، ويا ذا النعم التي لا تحصى أبداً، ويا ذا المعروف الذي لا ينقطع أبداً، أعني على ديني بدنيا.

* سبحان الذي في السماء عرشه، سبحان الذي في الأرض حكمه، سبحان الذي في القبر قضاؤه، سبحان الذي في البحر سبيله، سبحان الذي في النار سلطانه، سبحان الذي في الجنة رحمته، سبحان الذي في القيامة عدله، سبحان الذي رفع السماء، سبحان من بسط الأرض، سبحان الذي لا ملجأ ولا منجى منه إلا إليه.

* سبحان من سبحت له السموات بأكنافها، وسبحان من سبحت له البحار بأمواجها، وسبحان من سبحت له الجبال بأصدائها، وسبحان من سبحت له الحيتان بلغاتها، وسبحان من سبحت له النجوم في السماء بأبراجها، وسبحان من سبحت له الأشجار بأصولها وثمارها، وسبحان من سبحت له السموات السبع والأرضون السبع ومن فيهن ومن عليهن، سبحان من سبح له كل شيء من مخلوقاته، تباركت وتعاليت، سبحانك لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك تحيي وتميت، وأنت حي لا تموت، بيدك الخير وأنت على كل شيء قدير.

* يا من يملك حوائج السائلين، ويعلم ضمائر الصامتين، يا من ليس معه ربٌّ يُدعى، ويا من ليس فوقه خالق يُخشى، ويا من ليس له وزير يُؤتى، ولا حاجب يُرشى، يا من لا يزداد على كثرة السؤال إلا جوداً وكرماً، وعلى كثرة الحوائج إلا تفضلاً وإحساناً، يا من لا يشغله شأن عن شأن، ولا سمع عن سمع، ولا تشتبه عليه الأصوات، يا من لا تُغلِّطه المسائل، ولا تختلف عليه اللغات، يا من لا يُبْرمه إلحاحُ الملحين، ولا تضجره مسألة السائلين، أذقنا بَرْدَ عفوك وحلاوة مناجاتك.

* يا من أشرقت بنورك السموات، وأنارت بوجهك الظلمات، وحجبتَ جلالك عن العيون، فناجاك من بسيط الأرض النبيون والصديقون، فسمعت النجوى، وعلمت السر وأخفى، ارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين.

* إلهي: ما أُصغي إلى حفيف شجر، ولا صوت حيوان، ولا خرير ماء، ولا ترنم طائر إلا وجدتها شاهدةً بوحدانيتك، دالة على أن ليس كمثلك شيء، وأنك غالب لا تُغلب، وعدل لا تجور.

* إلهي: سمع العابدون بذكر عذابك فخشعوا، وسمع المذنبون بحسن عفوك فطمعوا، إلهي: إن كانت الخطايا أسقطتني لديك فاعف عني بحسن توكلي عليك، إلهي: لك تسبح كل شجرة، ولك تمجد كل مَدَرة، ولك تسبح الطير في أوكارها، والوحوش في قفارها، والحيتان في قعور بحارها بأصوات خفية، ونغمات بَكِيّة.

* يا من لا تمل من حلاوة ذكره ألسنة الخائفين، ولا تَكِلُّ من الرغبات إليه مدامع الخاشعين، من ذا الذي ذاق حلاوة مناجاتك، فلَهَى بمرضاة بشرٍ عن طاعتك ومرضاتك، أنا عبدك وابن عبدك، قائم بين يديك، متوسل بكرمك إليك، يا من يُعصى ويُتاب إليه، فيرضى كأنه لم يُعْصَ، بكرم لا يوصف، وتَحنُّن لا يُنعت، يا ودوداً لا يعجل على المذنبين، اغفر لي وارحمني يا أرحم الراحمين.

* يا حبيب التائبين، ويا سرور العابدين، ويا أنيس المتفردين، ويا حرزَ اللاجئين، ويا ظهير المنقطعين، يا من أذاق قلوب العابدين لذةَ الحمد، وحلاوةَ الانقطاع إليه، يا من يقبل من تاب، ويعفو عمن أناب، يا من يتأنى على الخطائين، ويحلم عن الجاهلين، يا من لا يضيع مطيعاً، ولا ينسى صفياً، يا من سمح بالنوال، ويا من جاد بالإفضال. يا ذا الذي استدرك بالتوبة ذنوبنا، وكشف بالرحمة غمومنا، وصفح عن جُرمنا بعد جهلنا، وأحسن إلينا بعد إساءتنا.

* إلهي: إن كان صغُر في جنب طاعتك عملي، فقد كبر في جنب رجائك أملي، إلهي: أنا عبدك المسكين كيف أنقلب من عندك محروماً، وقد كان حسن ظني بجودك أن تقبلني بالنجاة مرحوماً، إلهي: فلا تُبْطِل صدق رجائي لك بين الآدميين، إلهي: سمع العابدون بذكرك فخضعوا، وسمع المذنبون بحسن عفوك فطمعوا.

* إلهي: كيف أدعوك وقد عصيتك؟، وكيف لا أدعوك وقد عرفتك؟، مددت إليك يداً بالذنوب مملوءة, ويميناً بالرجاء مشحونة، حُقّ لمن دعا بالندم تذللاً أن تُجيبه بالكرم تفضلاً، إلهي: يكون من الفقير المحتاج الدعاء والمسألة، ويكون من الغني الجواد النيل والعطية.
* إلهنا: لا جمالَ إلا لوجهك، ولا إتقانَ إلى لفعلك، ولا نفاذ إلا لحُكمك، ولا بهجة إلا لعالَمك، ولا نور إلا ما سطع من لَدُنك، ولا صواب إلا في قضائك، ولا حلاوة إلا في كلامك، ولا قِوام إلا بتأييدك، ولا تمام إلا بترتيبك، ولا صلاح إلا بتهذيبك، ولا مَضاء إلا بتسبيبك، ولا هناءة إلا في عطائك، ولا حكمة إلا في أنبائك، ولا أنسَ إلا مع أوليائك، ولا نشرَ إلا لآلائك، ولا بصيرة إلا بإلهامك، ولا سكينة إلا بإلمامك، ولا حجّة إلا في أحكامك، ولا تدبير إلا بين نَقْضك وإبرامك، ولا وصفَ إلا لك، ولا وَجْد إلا بك، ولا توكل إلا عليك، ولا رحمة إلا منك، ولا خير إلا عنك، ولا شرفَ إلا بتشريفك، ولا استبانة إلا بتعريفك، ولا اهتداء إلا بتوقيفك، ولا إجابة إلا بتلطيفك، ولا رُشد إلا في تكليفك.

* إلهنا: الرغباتُ بك موصولة، والآمال عليك مقصورة، والنفوس لفضلك ضارعة، والوجوه لوجهك عانية، والأرواح إليك مَشوقة، والأماني بك مَنُوطة، والأيدي نحوك مبسوطة، والهمم إلى طلب مرضاتك مرفوعة، وآلاؤك عند جميع الخلق مشهودة ومسموعة، فآتِنا اللهم من لَدُنك ما لاق بكرمك، وانفِ عنّا ما قد نفانا عن بابك، واشرح صدورنا للثقة بك، ووفقنا لما يُبيِّض وجوهًنا عندك، ويُطيل ألستننا في تحميدك وتمجيدك، يا نعم المولى ونعم النصير. والحمد لله ربِّ العالمين.

شهر القرآن


ثمة علاقة وطيدة ورباط متين بين القرآن وشهر الصيام، تلك العلاقة التي يشعر بها كل مسلم في قرارة نفسه مع أول يوم من أيام هذا الشهر الكريم، فيُقْبِل على كتاب ربه يقرأه بشغف بالغ، فيتدبر آياته ويتأمل قصصه وأخباره وأحكامه، وتمتلئ المساجد بالمصلين والتالين، وتدوي في المآذن آيات الكتاب المبين، معلنة للكون أن هذا الشهر هو شهر القرآن، قال جل وعلا: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان} (البقرة:185)، قال الحافظ ابن كثير: "وكان ذلك -أي إنزال القرآن- في شهر رمضان في ليلة القدر منه، كما قال تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر}، وقال سبحانه :{إنا أنزلناه في ليلة مباركة}، ثم نزل بعده مفرقاً بحسب الوقائع على رسول الله صلى الله عليه وسلم"، وكان جبريل عليه السلام يأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيدارسه القرآن كل ليلة في رمضان -كما في "الصحيحين"-، وكان يعارضه القرآن في كل عام مرة، وفي العام الذي توفي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عارضه جبريل القرآن مرتين.

وكان للسلف رحمهم الله اهتمام خاص بالقرآن في هذا الشهر الكريم، فكانوا يخصصون جزءاً كبيراً من أوقاتهم لقراءته، وربما تركوا مدارسة العلم من أجل أن يتفرغوا له، فكان عثمان رضي الله عنه يختم القرآن كل يوم مرة، وكان بعضهم يختم القرآن في قيام رمضان في كل ثلاث ليال، وبعضهم في كل سبع، وبعضهم في كل عشر، وكانوا يقرؤون القرآن في الصلاة وفي غيرها، فكان للإمام الشافعي في رمضان ستون ختمة يقرؤها في غير الصلاة، وكان الأسود يقرأ القرآن في كل ليلتين في رمضان، وكان قتادة يختم في كل سبع دائماً وفي رمضان في كل ثلاث، وفي العشر الأواخر في كل ليلة، وكان الإمام مالك إذا دخل رمضان يترك قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم، ويُقْبِل على قراءة القرآن من المصحف، وكان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة وأقبل على قراءة القرآن.

ومما ينبغي أن يعلم أن ختم القرآن ليس مقصوداً لذاته وأن الله عز وجل إنما أنزل هذا القرآن للتدبر والعمل لا لمجرد تلاوته والقلب غافل لاه، قال سبحانه: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته} (ص:29)، وقال: {أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها} (محمد:24)، وقد وصف الله في كتابه أمماً سابقة بأنهم {أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني} (البقرة:78)، وهذه (الأمية) هي أمية عقل وفهم، وأمية تدبر وعمل، لا أمية قراءة وكتابة، و(الأماني) هي التلاوة -كما قال المفسرون-، بمعنى أنهم يرددون كتابهم من غير فقه ولا عمل.

وأكد نبينا صلى الله عليه وسلم هذا المعنى حين حدث أصحابه يوماً فقال: (هذا أوان يُختلس العلم من الناس، حتى لا يقدروا منه على شيء)، فقال زياد بن لبيد الأنصاري: كيف يُختلس منا، وقد قرأنا القرآن؟! فوالله لنقرأنه، ولنُقرئنه نساءنا وأبناءنا، فقال: (ثكلتك أمك يا زياد! إن كنتُ لأعدُّك من فقهاء أهل المدينة، هذه التوراة والإنجيل عند اليهود والنصارى فماذا تغني عنهم) رواه الترمذي.

إذن، فختم القرآن ليس مقصوداً لذاته، وليس القصد من تلاوته هذَّه كهذَّ الشِّعر، دون تدبر ولا خشوع ولا ترقيق للقلب ووقوف عند المعاني، ليصبح همُّ الواحد منا الوصول إلى آخر السورة، أو آخر الجزء، أو آخر المصحف، ومن الخطأ أيضاً أن يحمل أحدنا الحماس -عندما يسمع الآثار عن السلف التي تبين اجتهادهم في تلاوة القرآن وختمه- فيقرأ القرآن من غير تمعن، ولا تدبر، ولا مراعاة لأحكام التجويد، أو مخارج الحروف الصحيحة، حرصاً منه على زيادة عدد الختمات، وكون العبد يقرأ بعضاً من القرآن جزءاً أو حزباً أو سورة بتدبر وتفكر خير له من أن يختم القرآن كله من دون أن يعي منه شيئاً، وقد جاء رجل لابن مسعود رضي الله عنه، فقال له: إني أقرأ المفصل في ركعة واحدة، فقالابن مسعود: "أهذّاً كهذِّ الشِّعر؟! إن أقواماً يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، ولكن إذا وقع في القلب فرسخ فيه نفع"، وكان يقول: "إذا سمعت الله يقول: يا أيها الذين آمنوا فأصغ لها سمعك، فإنه خير تُؤْمَر به، أو شر تُصْرَف عنه"، وقال الحسن: "أنزل القرآن ليُعمل به، فاتخذ الناس تلاوته عملاً".

فاحرص -أخي الصائم- على تلاوة القرآن في هذا الشهر بتدبر وحضور قلب، واجعل لك ورداً يوميًّا لا تفرط فيه، ولو رتبت لنفسك قراءة جزأين أو ثلاثة بعد كل صلاة لحصَّلت خيراً عظيماً، ولا تنس أن تجعل لبيتك وأهلك وأولادك نصيباً من ذلك. والله يهدي السبيل.

رمضان

بسم الله الرحمن الرحيم

أهلاً بشهر الخير، شهر أختصه الله بفضائل عظيمة ومكارم جليلة، فهو كنز المتقيين، ومطية السالكين، قال المولى عز وجل: (( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ )).

شهر أختصه الله بتنزل الرحمات والبركات من رب الأرض والسماوات، يقول النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم: (( أَتَاكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ، فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ، لِلَّهِ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ )).
فالحمد لله أن بلغنا شهر رمضان بنعمة منه وفضل، ونحن في صحة وعافية وأمن وإيمان، فهو أهل الحمد والفضل.
فرحنا برؤية هلاله، فهلاله ليس كبقية الأهلة، هلال خير وبركة، عم ببركته أرجاء العالم، ونشر في النفوس روح التسامح والألفة والمحبة والرحمة، صح عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله عند رؤية الهلال: (( اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ علَيْنَا بِالأَمْنِ والإِيمَانِ، وَالسَّلامَةِ والإِسْلامِ، رَبِّي ورَبُّكَ اللَّه، هِلالُ رُشْدٍ وخَيْرٍ )).
ما أشبه الليلية بالبارحة، وما أسرع مرور الأيام والليالي، كنا نعتصر ألماً لوداع أيامه ولياليه، وها هي الأيام والليالي قد مرت بنا ونحن في استقباله من جديد؛ بفرحة العازمين على نيل أجره وفضله.
فلنجدد النية والعزم على استغلال أيامه ولياليه، لاغتنام فرصه وجني ثماره، وليرى الله فينا خيرا في شهرنا، وليكن التقوى هو هدفنا وشعارنا، ولنتسابق للخيرات من أول أيامه، فالنفوس مهيأة لذلك، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ((إِذَا كَانَتْ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، فتّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهنّم، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ، وينادَى مُنَادٍ : يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ )).


ومن بين أسمى الغايات التي يجب أن يسعى المسلم لتحقيقها في هذا الشهر الكريم إصلاح النفس وتغيرها نحو الأفضل، فرمضان فرصة عظيمة للتغيير، فكل ما في رمضان يتغير، سلوك وعبادة وخلق، فهو يمضي بنا وتتغير فيه بعض أحوالنا، ونسعى جاهدين إلى تغيير أنفسنا، وما أن نودع آخر لياليه إلا ونرجع إلى ما كنا عليه قبل رمضان " إلا من رحم الله "، ندخل رمضان بعزم وجد على تغيير أنفسنا وأحوالنا وعلاقاتنا، ولكننا نفشل في الاستمرار بعد رمضان.
فلكي نُبقي صلتنا بخالقنا ممتدة، غير محصورة بزمان ولا مكان، فلابد من وسائل وطرق لحصوله، فالتغيير لا يحصل بالتمني، فلابد من أن يتحرك دافع التغيير الكامن في النفس من خلال الإرادة والعزيمة والعمل الجاد على التغيير، ليس للتغيير فحسب، بل لتكون نتيجته هي الباقية حتى بعد رمضان، وهذا هو التغيير الحقيقي.
فلنغتنم شهر التغيير من أول أيامه، ولنستغل ساعاته ولحظاته، لننعم برضا خالقنا، ولنفوز بخيري الدنيا والآخرة.

رمضان في مصر

من بلدٍ يفوق تعداده ثمانين  مليون نسمة ، تبدأ جولتنا للتعرّف على الأجواء الرمضانية في أرضٍ جمعت بين الحضارة العريقة والتاريخ الإسلامي المشرّف ، فمنذ أن دخل الإسلام على يد القائد الإسلامي العظيم عمرو بن العاص رضي الله عنه ، والمسلمون ينعمون بأداء هذه الشعيرة على مرّ الأعوام .
وعلى الرغم من تعدّد الأنماط الاجتماعية في مصر – تبعاً لتنوع مظاهر الحياة من الشمال إلى الجنوب - ، إلا أن الجميع قد أطبق على إبداء البهجة والسرور بدخول هذا الشهر الكريم ، فما إن تبدأ وسائل الإعلام ببيان دخول الشهر وثبوت رؤية الهلال ، حتى يتحوّل الشارع المصري إلى ما يشبه خلايا النحل ، فتزدحم الأسواق ، وتزدان الشوارع ، وتنشط حركة التجارة بشكل ملحوظ ، حيث يتنافسون في توفير اللوازم الرمضانية المختلفة ، وينطلق الأطفال في الشوارع والطرقات ، حاملين معهم فوانيس رمضان التقليدية وهم ينشدون قائلين : " رمضان.....حلّو يا حلّو " ، عدا عبارات التهنئة التي تنطلق من ألسنة الناس لتعبّر عن مشاعر الفرحة التي عمّت الجميع .
ولعلّ من أبرز الأمور التي تُلفت النظر هناك ، زيادة معدّل الزيارات بين الأهل والأقارب ، والأصدقاء والأحباب ، كل هذا في جوٍّ أخوي ومشاعر إنسانيّة فيّاضة ، فرمضان فرصة للتقارب الأسري من جهة وتعميق الروابط الاجتماعية من جهة أخرى .
وحتى نقوم باستعراض يوميّات الصائم في مصر ، فلا بد لنا أن نبدأ جولتنا منذ الصباح الباكر ، ننزل فيها إلى الشارع المصري ، لنلحظ المحال التجارية وقد اعتلى فيها صوت القرآن الكريم يُتلى على ألسنة مشاهير القرّاء المصريين ، ويأتي في مقدّمهم : الشيخ عبدالباسط عبدالصمد و الشيخ محمد صديق المنشاوي و الشيخ محمود خليل الحصري و الشيخ مصطفى إسماعيل ، وبهذا يظهر مدى ارتباط أبناء مصر بالقرآن الكريم لاسيما في هذا الشهر الفضيل .
ومما نلاحظه في هذا الوقت انخفاض معدّل الحركة الصباحية بحيث تكون أقل مما هي في المساء ، وتظل كذلك طيلة الصباح وحتى صلاة العصر ، وهذه هي البداية الحقيقية لليوم هناك ، حيث يبدأ تدفّق الناس إلى الأسواق والمحال التجارية لشراء لوازم الإفطار من تمور وألبان وغيرهما ، ولعل أوّل ما يقفز إلى الذهن هنا شراء الفول ، وهذا الطبق الرمضاني لا تكاد تخلو منه مائدة رمضانية ، إذ إنها أكلة محبّبة لجميع الناس هناك ، على اختلاف طبقاتهم الاجتماعية ، ويمكنك أن تلمس ذلك بملاحظة انتشار باعة الفول في كل مكان ، بصوتهم المميّز الذي يحث الناس على الشراء قائلين : " إن خلص الفول....أنا مش مسؤول " " ما خطرش في بالك...يوم تفطر عندنا " .
ويقودنا الحديث عن الفول إلى الحديث عن المائدة الرمضانية ، حيث يبدأ الناس بالإفطار بالتمر والرطب ، مع شرب اللبن وقمر الدين ومشروب " الخشاف " ، وقد يحلو للبعض أن يشرب العصيرات الطازجة كالبرتقال أو المانجو أوالشمام ، وبعد العودة من الصلاة ، يبدأ الناس بتناول الملوخيه والشوربة والخضار المشكلة ، والمكرونه بالبشاميل ، وتزدان المائدة بالسلطة الخضراء أو سلطة الزبادي بالخيار ، ومحشي ورق عنب ، والطبق الرئيسي الدجاج المشوي أو بعض المشويات كالكباب والكفتة .
وبعد الانتهاء من الإفطار لابد من التحلية ببعض الحلويات ، ومن أشهرها : الكنافة والقطايف والبقلاوة ، والمهلّبية وأم علي ، وهذا بطبيعة الحال يتنوّع من مائدة إلى أخرى بحسب ذوق كل أسرة .
وبعد الانتهاء من الإفطار يقوم الجميع بتناول الشاي ، والشاي المصري كما هو معروف أثقل مما هو في الخليج ، ويفضلونه في صعيد مصر أن يكون ثقيلا جدا ، وبعد أن ينتهوا من ذلك يبدأ الناس بالاستعداد للصلاة والتوجّه إلى المساجد .
ينطلق الناس لأداء صلاة التراويح في مختلف المساجد حيث تمتليء عن آخرها بالمصلين من مختلف المراحل العمريّة ، وللنساء نصيبٌ في هذا الميدان ، فلقد خصّصت كثير من المساجد قسماً للنساء يؤدّون فيه هذه المشاعر التعبّدية ، وتُصلّى التراويح صلاة متوسّطة الطول حيث يقرأ الإمام فيها جزءاً أو أقل منه بقليل ، لكن ذلك ليس على عمومه ، فهناك العديد من المساجد التي يُصلّي فيه المصلّون ثلاثة أجزاء ، بل وُجد هناك من يُصلّي بعشرة أجزاء حيث يبدأ في الصلاة بعد العشاء وينتهي في ساعة متأخّرة في الليل .
وعلى أية حال ، فإن المساجد في مصر تمتليء بالمصلّين ، وتُقام فيها دروسٌ وعظية ومحاضرات إرشاديّة طيلة هذا الشهر ، ويقوم العلماء والدعاة بالتنقل بين المحافظات كي يعظوا الناس ويجيبوا عن أسئلتهم وإشكالاتهم .
واعتاد الناس في مصر على السهر بعد التراويح حتى أوقات متأخرة من الليل ، يقضونها في الميادين والبيوت والمقاهي ، يتسامرون ويتبادلون الأحاديث ، ويحلو للبعض التنزّه عند النيل أو ركوب " الفلوكة " ، أو السمر عند الشواطيء .
ومن العادات التي تميّز هذا البلد ، ما يُعرف بالمسحّراتي ، وهو شخص يقوم بالمرور على الأحياء والبيوت كي يوقظهم وقت السحور بندائه الشهير : " اصح يا نايم...وحّد الدايم....السعي للصوم..خير من النوم...سحور يا عباد الله " ، وقد ظهرت عادة المسحّراتي – أو المسحّر كما في بعض الدول – في القرن الثالث الهجري ، ومن ثمّ انتشرت في كثير من البلاد العربيّة ، وكان المسحّراتي يقوم بالضرب على طبلة معلّقة عليه بحبل ويدقّ أبواب البيوت بعصاه منادياً لهم بأسمائهم ، إلا أن هذه العادة قد بدأت بالانحسار نتيجة توافر أدوات الإيقاظ الحديثة من منبّه وغيرها ، فلم تعد تتواجد إلا في القرى والأحياء الشعبية .
هذا ، وللعشر الأواخر من رمضان طعمٌ آخر يعرفه المتعبّدون ، حيث تغدو هذه الأيام الفاضلة ميداناً يتسابق فيه المؤمنون بالعبادة والذكر ، ويتنافسون في قراءة القرآن والتهجّد ، ومن أهمّ ما يميّز هذه الأيام ، إقبال الناس على سنّة الاعتكاف في المساجد ، رغبةً في التفرّغ للطاعة ، واقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلّم ، ويصل هذا التسابق ذروته في ليلة السابع والعشرين من رمضان التي يلتمس الناس فيها ليلة القدر ، فلا عجب إذاً أن تمتليء المساجد فيها بالآلاف ، يقفون بين يدي الله ويدعونه بخشوع وانكسار ، تتسابق دموعهم على خدودهم في لحظات إيمانيّة عطرة .
وما إن تبدو لوائح العيد بالاقتراب حتى يبدأ الناس بتجهيز لوازم العيد  ، خصوصا " كعك العيد " والذي يحتاج إلى جهد كبير في تجهيزه ، وهذا الإقبال على الكعك يسبب زحاما شديدا على المخابز ، ويضاف إلى ذلك الحلويات والمعجّنات والفطائر المتنوّعة كي تّقدّم إلى الضيوف أيام العيد ، كما يخرج الناس إلى الأسواق بكثرة لشراء ملابس العيد والأحذية الجديدة .
وفي صبيحة العيد يتوجّه الناس رجالا ونساء إلى مصلّى العيد ، ثم يهنّيء المسلمون بعضهم بختام شهر رمضان والدعاء بتقبّله ، وبقدوم العيد وسؤال الله تعالى دوام سعادته وفرحته ، وتنطلق جموع الأطفال فرحة مسرورة بقدوم العيد ، لتذهب إلى الحدائق والمتنزّهات ، حيث المراجيح  ، ولا يخلو الجوّ من ألعاب ناريّة تضفي على الجوّ مزيداً من البهجة والأنس .

حدث في رمضان

سنة 13 قبل الهجرة
نزول القرآن الكريم
ابتدأ الوحي يتنزل على النبي صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان ، والقرآن الكريم  يشابه بذلك غيره من الكتب السماوية التي نزلت في ذات الشهر ، ففي حديث واثلة رضي الله عنه مرفوعا: ( أُنزلت صحف إبراهيم أول ليلة من شهر رمضان، وأُنزلت التوراة لستٍ مضت من رمضان، وأُنزل الإنجيل لثلاث عشرة مضت من رمضان، وأُنزل الزبور لثمان عشرة خلت من رمضان، وأُنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان ) رواهالطبراني في الكبير وأصله عند أحمد .
سنة 3 قبل الهجرة
وفاة أبي طالب وخديجة بنت خويلد
توفي أبو طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم ، وبعده بزمن يسير توفيت خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، أولى زوجات النبي صلى الله عليه وسلم .
سنة 1 هجري
سرية سيف البحر
بعث رسول الله حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه إلى " سيف البحر" ومعه ثلاثون رجلا من المهاجرين، بهدف اعتراض قافلة لقريش بقيادة  أبي جهل بن هشام ومعه ثلاثمائة راكب من أهل مكة، فكاد أن يحدث بينهم القتال لولا تدخل مجدي بن عمروالجهني، وهذه أول راية عقدها رسول الله لأحدٍ من المسلمين .
سنة 2 هجري
غزوة بدر الكبرى
كانت أول غزوة حدثت بين جيش الإسلام وجيش الكفر، إذ قاتل المسلمون بثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً ما يقارب ألف رجل من رجالات قريش، فكان نصر الله للمؤمنين، وقُتل من قريش حوالي سبعون رجلاً.
سنة 2 هجري
وفاة عبيدة بن الحارث بن المطلب
توفي الصحابي الجليل عبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف القرشي المطلبي ، كان من السابقين للإسلام، وهو الذي بارز "عتبة" يوم بدر فجرح كل منهما الآخر ، فأجهز علي و حمزةعلى عتبة فقتلاه، واحتملا عبيدة وبه رمق، فلم يلبث أن توفي بالصفراء في العشر الأخير من رمضان.
سنة 3 هجري
ولادة الحسن بن علي بن أبي طالب
ولد الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته، وذلك في نصف شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة، وقد كان أشبه الناس وجهاً برسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏
سنة 4 هجري
زواج النبي صلى الله عليه وسلم من زينب
تزوج النبي صلى الله عليه وسلم من زينب بنت خزيمة الهلاليةرضي الله عنها، وكانت قبله عند الطفيل بن الحارث فطلقها، واشتهرت بأم المساكين لأنها كانت تطعمهم وتتصدق عليهم ، ثم لم تلبث عنده إلا شهرين أو ثلاثة وماتت.
سنة 8 هجري
فتح مكة
تم فتح مكة وتحرير ذلك الموطن من براثن الشرك وأهله، وتتابع الناس من شتى أنحاء الجزيرة ليدخلوا في دين الله أفواجا، وأصبحت مكة منطلقا للدعوة الإسلامية التي تنشر ضياءها في كل مكان.
سنة 8 هجري
هدم صنم العزى
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم حين فتح مكة خالد بن الوليدرضي الله عنه إلى العزى ليهدمها، وكانت بيتا بنخلة يعظّمه قريش وكنانة ومضر، فهدم البيت، وقتل كاهنة كانت تقوم على هذا البيت وتدعى بالعزّى.
سنة 8 هجري
هدم صنم مناة
أرسل النبي صلى الله عليه وسلم سعد بن زيد الأشهلي رضي الله عنه إلى صنم مناة، وهي صنم كانت تعظّمه الأوس والخزرج ومن دان بدينهم في الجاهلية ، فخرج هذا الصحابي في عشرين فارسا حتى هدمها.
سنة 8 هجري
هدم صنم سواع
أرسل النبي صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص رضي الله عنه إلى صنم سواع، وكان لبني هذيل بن الياس، فهدمها ولم يجد في خزانتها شيئا.
سنة 9 هجري
إسلام ملوك حمْير
قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم من تبوك كتاب ملوك حمير يعلنون فيها إسلامهم منهم: الحارث بن عبد كلال و نعيم بن عبد كلال ، و النعمان و معافر و همدان .
سنة 9 هجري
إسلام وفد " ثقيف "
جاء وفد من ثقيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد عودته من تبوك، ليعلنوا إسلامهم وإسلام قومهم، وكان على رأس الوفد:عبد ياليل بن عمرو ، وثلاثة من بني مالك واثنان من الأحلاف.
سنة 9 هجري
إسلام جرير بن عبدالله البجلي
في عام الوفود قدم جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه إلى المدينة مسلما، وقد رآه النبي صلى الله عليه وسلم مقبلا فقال في خطبته: ( يدخل عليكم من هذا الفج من خير ذي يمن، ألا إن على وجهه مسحة ملك) رواه أحمد ، فأسلم وبايع.
سنة 13 هجري
معركة " البويب "
كانت هذه المعركة العظيمة زمن أمير المؤمنين عمر بن الخطابرضي الله عنه، وذلك بعد هزيمة المسلمين في وقعة "الجسر"، وكان جيش المسلمين فيها بقيادة المثنى بن الحارثة رضي الله عنه، وقد أبلى المؤمنون فيها بلاء حسناً، فنصر الله جيش المسلمين، وثأروا لهزيمتهم السابقة.
سنة 14 هجري
بدء صلاة التراويح جماعة
جمع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه الناس في صلاة التراويح، بعد أن كانوا يصلون فرادى، وقد أجمع المسلمون عليها حتى يومنا هذا.
سنة 38 هجري
مقتل علي بن أبي طالب
في السابع عشر من رمضان لذلك العام، انتهى عصر الخلافة الراشدة بمقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، على يد أحد الخوارج واسمه: عبدالرحمن بن ملجم ، فقتله أولادعلي وذلك في شهر رمضان سنة أربع وأربعين.
سنة 38 هجري
وفاة صفوان ابن بيضاء
توفي الصحابي صفوان ابن بيضاء رضي الله عنه، مهاجري بدري، شهد المشاهد كلها، وتوفي في رمضان ولم تكن له ذرية.
سنة50  هجري
وفاة المغيرة بن شعبة
كان المغيرة بن شعبة رضي الله عنه من دهاة العرب، ومن أهل المشورة والرأي، وقد أسلم عام الخندق، وشهد المشاهد بعدها، تولى في عهد أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، ثم انتهى به الأمر على ولاية الكوفة إبان خلافة معاوية رضي الله عنه، حيث توفي هناك.
سنة 53 هجري
وفاة زياد بن أبي سفيان
ساعد زياد معاويةَ بن أبي سفيان في ضبط أمر العراق، ولكنه كان شديدا في ولايته وظالما، فدعا عليه ابن عمر رضي الله عنهما، وأمن الناس على دعائه، فهلك بالطاعون.
سنة 56 هجري
وفاة عائشة بنت أبي بكر
توفيت أم المؤمنين عائشة بنت الصديق رضي الله عنهما، أحب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم إليه، اشتُهرت بالعلم والفقه وكثرة الرواية، كما اشتُهرت بالمهارة في الطب والشعر، وكان الناس إذا اختلفوا في مسألة رجعوا إليها. وتوفّيت عن عمر يناهز الستين عاماً.
سنة 75 هجري
تولية الحجاج بن يوسفعلى الكوفة
قام الملك عبدالملك بن مروان بتولية الحجاج بن يوسف الثقفيعلى الكوفة، بعد أن عزله عن نيابة المدينة النبوية ، فدخلها باثني عشر راكباً، وقد كان حكمه مليئا بالدماء المراقة من شعبه، توفي بعدها في رمضان أيضاً.
سنة 92 هجري
دخول الأندلس ومعركة "برباط "
فتح إقليم الأندلس في ذلك العام على يد القائد المسلم طارق بن زياد ، وكان قد حضر عن طريق مضيق جبل طارق، فهزم الفرنج في معركة تسمى بمعركة "برباط" وافتتح "قرطبة" وقتل صاحبها لذريق.
سنة 112 هجري
وفاة القائدالجراح بن عبد الله الحكمي
توفي القائد العظيم مقدم الجيوش فارس الكتائب أبو عقبة الجراح بن عبد الله الحكمي ، ولي البصرة والكوفة ، وروى عن الإمام ابن سيرين ، وكان مشهورا ببطولاته وشجاعته ، مع ما كان فيه من تقوى وعبودية ، وكان موته بلاء على المسلمين.
سنة115 هجري
وفاة الإمامعطاء بن أبي رباح
توفي الإمام الجليل شيخ الإسلام مفتي الحرم عطاء بن أبي رباح القرشي ، كان رحمه الله أعلم أهل مكة في زمانه ، وقد أدرك مائتين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، واشُتهر بزهده وورعه.
سنة 124 هجري
وفاة الإمامالزهري
توفي الإمام محمد بن مسلم بن عبيد الله القرشي الزهري ، تابعي جليل ، وأحد أعلام الحديث والرواية، وهو أوّل من دوّن العلم وكتبه ، كما اشتُهر بالجود والسخاء، توفي عن عمر يناهز الخمسة والسبعين عاماً.
سنة 129 هجري
بدأ الدعوة إلى الدولة العباسية
في رمضان قام المدعو أبو مسلم الخراساني بالدعوة إلى إقامة دولة بني عباس، فقصده الناس من كل جانب، واتّخذ السواد شعارا له ولمن معه، وقد أريقت في سبيل ذلك دماء كثير من المسلمين.
سنة 129 هجري
إنهاء أمر الخوارج بالكوفة
بعد معارك شديدة بين يزيد بن عمر بن هبيرة والخوارج، استطاعيزيد أن يخلص الكوفة من أيدي الخوارج، وكان ذلك في عهد الخليفة مروان بن محمد .
سنة 130 هجري
وفاة الإمامأبي الزناد
توفي الإمام الفقيه الحافظ عبد الله بن ذكوان القرشي المدني ، ويلقب بأبي الزناد ، حدث عن جماعة من الصحابة، وشهد له علماء عصره بقوة تحصيله، مات أبو الزناد فجأة في مغتسله ليلة الجمعة لسبع عشرة خلت من رمضان.
سنة 131 هجري
وفاة الإماممحمد بن جحادة
توفي الإمام محمد بن جحادة الكوفي، وكان من الفضلاء الصلحاء، وقد اشتُهر بكثرة العبادة، حتى قيل عنه أنه كان لا ينام من الليل إلا أيسره، وقد توفي أثناء ذهابه إلى مكة.
سنة 148 هجري
وفاة الإمامابن أبي ليلى
توفي العلامة محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ،  مفتي الكوفة وقاضيها، حدث عنه شعبة وسفيان بن عيينة ، وكان من أجود الناس في القرآن وضبطه.
سنة 152 هجري
وفاة الإماممعمر بن راشد
توفي الإمام الحافظ أبو عروة  معمر بن راشد الأزدي ، كان من أوعية العلم مع الصدق والتحري والورع والجلالة وحسن التصنيف، قال عنه ابن جريج : "عليكم بهذا الرجل - يعني معمرا -؛ فإنه لم يبق في زمانه أعلم منه"، سكن صنعاء وتزوج بها ورحل إليه سفيان الثوري ، وتوفّي عن ثمانٍ وخمسين سنة.
سنة 161 هجري
وفاة الإمامأبو أيوب الإفريقي
توفي الإمام القدوة عبد الرحمن بن زياد بن أنعم أبو أيوب الشعباني الإفريقي ، قاضي افريقيه وعالمها ومحدثها، كان ممن لا يخشى في الله لومة لائم، وكان الثوري يعظّمه جداً.
سنة  164 هجري
وفاة الإمامهمام بن يحيى
توفي الإمام الحافظ همام بن يحيى البصري ، كان أبوه قصّابا بالبصرة، حدث عن عطاء بن رباح ونافع مولى عمر وغيرهم، واحتج به أرباب الصحاح.
سنة 168 هجري
نقض الروم للعهد مع المسلمين
في عهد الخليفة هارون الرشيد ، نقضت الروم العهد الذي كان بينها وبين المسلمين، ولم يستمروا على الصلح أكثر من اثنين وثلاثين شهراً، فقاتلهم المسلمون وانتصروا عليهم.
سنة 174 هجري
وفاة الأميرروح بن حاتم
توفي الأمير أبو حاتم روح بن حاتم ابن قبيصة بن المهلب بن أبي صفرة المهلبي ، كان أحد الأجواد والأبطال، ولي ولايات جليلة في عهد الخليفة السفاح و المنصور وغيرهما ، فقد ولي السند ثم البصرة فالمغرب حيث توفي فيها.
سنة 181 هجري
وفاة الإمامعبدالله بن المبارك
توفي الإمام الجليل عبدالله بن المبارك رحمه الله، عن عمر ناهز الثلاث والستين عاماً، وقد كان الإمام أحد أعلام الإسلام، وقد صنف تصانيف نافعة، كما اشتهر أيضا بجهاده في سبيل الله وغزوه الدائم ومتابعته للحج، وخشيته لله تعالى، وأطبق العلماء قاطبة على علمه وفضله.
سنة 197 هجري
وفاة الحافظحماد بن زيد
توفي العلامة المحدث الحافظ أبو إسماعيل حماد بن زيد بن درهم، من أئمة السلف وأتقنهم حفظاً، قال عنه الإمام عبد الرحمن بن مهدي : "لم أر أحدا قط أعلم بالسنة ولا بالحديث الذي يدخل في السنة من حماد بن زيد "، وكان ضريراً لكنه متين في حفظه، وتوفي في رمضان.
سنة 201 هجري
وفاة الإمامبقي بن مخلد
توفي الإمام القدوة بقي بن مخلد بن يزيد الأندلسي القرطبي ، وكان إمامًا مجتهداً صالحاً، أخذ علم الحديث عن أهل الشرق، ثم نقله إلى أهل الأندلس، ألّف تفسيراً ومسنداً يعدان من أعظم ما كتب في بابهما.
سنة 208 هجري
وفاة السيدةنفيسة بنت الحسن
في رمضان توفيت السيدة نفيسة بنت الأمير أبي محمد الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، وكانت من الصالحات، وقد سمع عليها الإمام الشافعي وهي التي صلت على جنازته، وقد دُفنت في مصر.
سنة 218 هجري
دخول الخليفةالمعتصم إلى بغداد
في يوم السبت من أول رمضان، دخل الخليفة محمد بن الرشيد هارون بن محمد المهدي الشهير بـ المعتصم إلى بغداد، وقد استُقبل فيها بحفاوة بالغة، وموكب فخم.
سنة 222 هجري
الخليفةالمعتصم يفتح مدينة " بابك "
 أنفق المعتصم والمأمون على محاولة فتح مدينة "بابك" الكثير من الذهب والفضة، إلى أن بعث المعتصم لقائده العسكري مدداً كبيراً من الجيش، فاقتتلوا قتالا شديداً، وتم النصر في العشر الأواخر من شهر رمضان.
سنة 223 هجري
أول وصول جيش المسلمين إلى " عمورية "
أراد الخليفة المعتصم فتح مدينة "عمورية" الرومية، وجهّز لها جيشا جرّاراً، وقد وصلت طليعة الجيش إلى هذه المدينة في الخامس من رمضان، وضرب عليها حصاراً محكماً، فبعث امبراطور الروم إلى المعتصم يطلب منه الصلح فأبى، ثم قاتلهم حتى انتصر على أعدائه وفتح المدينة.
سنة 228 هجري
وفاة الإمامالعيشي
توفي الإمام العلامة الثقة عبيد الله بن محمد بن حفص القرشي التيمي ، كان من سادات أهل البصرة، اشتهر بالتحديث، و السخاء والجود.
سنة 241 هجري
خروج الإمامأحمد بن حنبلمن السجن
في فتنة خلق القرآن، والتي تولى كبرها الخليفة المأمون ، حيث ألزم الناس بالقول بخلق القرآن، وثبت بعض العلماء على الحق ، منهم الإمام أحمد بن حنبل ، وبعد موت المأمون استمر الخليفةالمعتصم على منواله، وعذبه عذابا شديداً، وفي اليوم الخامس والعشرين من رمضان أطلق سراحه من السجن.
سنة 350 هجري
وفاة الملكالناصر لدين الله
توفي الملك الملقب بأمير المؤمنين الناصر لدين الله أبو المطرف عبد الرحمن بن الأمير محمد ، باني مدينة "الزهراء" والذي دامت دولته خمسين سنة، وهو صاحب الفتوحات الكثيرة والغزوات المشهورة، افتتح سبعين حصنا من أعظم الحصون، وهو أوّل من تلقّب بألقاب الخلافة في الأندلس ، وقد كان ممّن اشتهر بالحزم والسؤدد والشجاعة.
سنة 363 هجري
وفاة الحافظابن السمسار
توفي الإمام الحافظ الصدوق أبو العباس محمد بن موسى بن الحسين الدمشقي السمسار ، محدث الشام وعالمها، والذي قال فيه الإمام الكتاني : "كان ثقة نبيلا حافظا كتب القناطير".
سنة 407 هجري
وفاة الإمامأحمد البزاز
توفي الإمام الحافظ أبو عبد الله أحمد بن المحدث محمد بن يوسف بن دوست البغدادي البزاز ، وقد كان رحمه الله من العارفين بمذهب الإمام مالك ، وأثنى عليه بعض الأئمة، توفي في رمضان عن أربع وثمانين سنة.
سنة 410 هجري
وفاة الإمامابن مردويه
توفي الحافظ المجود العلامة أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الأصبهاني ، محدث أصبهان ، صاحب "التفسير الكبير" و"التاريخ" و"الأمالي الثلاثمائة مجلس"، وكان من فرسان الحديث، قد ألف مستخرجاً على صحيح البخاري .
سنة 428 هجري
وفاة الطبيبابن سينا
توفي أبو علي الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا ، وكان طبيباً عارفاً بأمور الفلسفة وعلوم المنطق، إلا أنه كان فاسدا في اعتقاده،  وقد ذكر ابن خلكان أنه تاب آخر عمره، ثم مات يوم الجمعة في رمضان سنة ثمان وعشرين وأربع مئة، عن ثمانية وأربعين سنة.
سنة 429 هجري
ظهور فتنة التسمّي بملك الملوك
في رمضان لقّب جلال الدولة شاهنشاه الأعظم بملك الملوك، وذلك بأمر الخليفة وأمر بأن يخطب له على المنابر بذلك، فاستاءت العامة ورمت الخطباء بالآجُر – وهو الطوب الذي أصله من الطين المحمّى -، ووقعت فتنة شديدة بسبب ذلك، وقد ورد النهي عن التسمّي بملك الملوك في الإسلام.
سنة 455 هجري
وفاة السلطانطغرلبك
توفي السلطان الكبير محمد بن ميكائيل المشهور بأبي طالب ، وهو أصل السلاجقة وأوّل ملوكها، وقد اشتهر بشجاعته وإقدامه مع صلاح كان فيه، وقد توفي عن سبعين سنة قضى ما يقارب نصفها في الملك.
سنة 456 هجري
ولادة الإمامأبو حزم الظاهري
ولد الإمام أبو محمد علي ابن أحمد بن سعيد بن حزم القرطبيشيخ الظاهرية في رمضان، وقد ولد بـ" قرطبة"، صنّف العديد من المصنفات في شتى العلوم، وكان ناصرا للمذهب الظاهري في الأندلس، وقد اشتهر بحدّة الذكاء وسعة العلم بالكتاب والسنة والمذاهب، والمعرفة التامة بالملل والنحل.
سنة  458 هجري
وفاة القاضيأبو يعلى الحنبلي
توفي  القاضي أبو يعلى محمد بن الحسن بن محمد بن خلف بن أحمد الفرا شيخ الحنابلة ،وممهّد مذهبهم في الفروع ، وكان من سادات العلماء الثقات، وقد صنف تصانيف عديدة على مذهب الإمام أحمد وانتشرت في الآفاق.
سنة 517 هجري
وفاة الشاعرابن الخياط الدمشقي
توفي شاعر عصره أبو عبدالله أحمد بن محمد بن علي بن يحيى بن صدقة التغلبي الدمشقي ، والذي اشتهر بالشعر ومدح الملوك والسلاطين، وكان في شعره عذوبة يشهد بها من كان في عصره.
سنة 518 هجري
وفاة أبو الفضل الميداني
توفي أبو الفضل أحمد بن محمد الميداني النيسابوري الشاعر والأديب اللغوي، كان قد اختص بصحبة الإمام الواحدي المفسر وقرأ عليه، وله تصانيف بديعة في اللغة، منها: كتاب "الأمثال" والذي لم يعمل مثله، وكتاب "السامي في الأسامي"، وكان له سماع للحديث.
سنة 530 هجري
وفاة الواعظأبي بكر العامري
توفي محمد بن عبدالله ابن أحمد بن حبيب ، أبو بكر العامري ، المعروف بابن الخباز ، سمع الحديث واشتهر بالوعظ، وكان له إلمام بالفقه.
سنة 541 هجري
وفاة الإمامعبدالحق بن أبي بكر
توفي الإمام العلامة أبو محمد عبدالحق بن أبي بكر  المحاربي الغرناطي ، شيخ المفسرين، وكان إماماً في الفقه وفي التفسير وفي العربية،  من أوعية العلم، واسع المعرفة قوي الأدب، وقد ولي القضاء واشتغل به.
سنة 544 هجري
وفاة القاضي عياض
توفي شيخ الإسلام القاضي أبو الفضل عياض بن موسى بن عياض الأندلسي المالكي، حاز من الرئاسة والرفعة في بلده ما لم يصل إليه أحد من أهل بلده، وكانت له تصانيف عدّة تخدم مذهب الإمام مالك .
سنة 559 هجري
موقعة " حارم "
بعد الهزيمة التي لحقت المسلمين في واقعة "البقيعة"، استغاثنور الدين بعساكر المسلمين، فهبوا لنجدته ونصرته على الروم، فحاصروا حصنهم المسمّى بـ"حارم" وضربوه بالمنجنيق، وقتلوا منهم ما يزيد عن عشرة آلاف قتيل، ومثل هذا العدد من الأسرى.
سنة 580 هجري
وفاة الإمامالرافعي
توفي الإمام العلامة مفتي الشافعية أبو الفضل محمد بن عبد الكريم بن الفضل الرافعي القزويني ، تفقّه على مذهب الشافعية وبرع فيه، وله شرح مسند الشافعي في مجلدين، وذكروا له كرامات كثيرة.
سنة 584 هجري
وفاة الأميرالشيزري
توفي الأمير مؤيد الدولة أبو المظفر أسامة بن مرشد بن علي الشيرازي ، له علم غزير لاسيما في الشعر، إذ ذكر أنه يحفظ من شعر الجاهلية عشرة آلاف بيت، وكان له مصنفات.
سنة 584 هجري
فتح "الكرك" و"صفد"
قام المسلمون بقيادة الملك صلاح الدين الأيوبي بفتح "الكرك"،  ثم خرجوا قاصدين مدينة "صفد"، وحاصروها بالمنجنيق، حتى أنقذوا تلك المدينة من أيدي الصليبيين، وأمّنوا الناس على أنفسهم وأرواحهم في تلك الحصون.
سنة 586 هجري
إنقاذ مدينة " عكا " من  الفرنج
بعد حصار طويل قام به الفرنجة على مدينة "عكا"، نزلوا في آخر أمرهم إلى الخندق، فقاتلهم المسلمون قتالاً شديداً، وصنعوا نيراناً عظيمة على السور، فانهزم الفرنجة، وتمّ استنقاذ هذه المدينة  من حصارها الشديد.
سنة 578 هجري
وفاة الملكالمظفر
توفي الملك المظفر تقي الدين عمر ابن الأمير نور الدولة شاهنشاه بن أيوب بن شاذي صاحب حماة، وكان رحمه الله شجاعاً مهيباً، مقداماً جواداً،  له مواقف مشهودة مع عمه السلطان "صلاح الدين"، وكان قد استنابه على مصر وحماة، وله مواقف تدل على علو همته في الجهاد.
سنة 597هجري
وفاة العماد الكاتب الأصبهاني
توفي محمد بن محمد بن حامد بن هبة الله ، المعروف بالعماد الكاتب الأصبهاني ، صاحب المصنفات والرسائل، اشتُهر في زمنه بالشعر والبلاغة، وقد صنّف عدة مصنفات جيدة السبك منها: الجريدة ‏(‏جريدة النصر في شعراء العصر‏)‏ و‏(‏الفتح القدسي‏)‏، و‏(‏البرق الشامي‏)‏، وغير ذلك من المصنفات المسجعة، وقد توفي في رمضان.
سنة 597 هجري
وفاة ابن الجوزي
توفي شيخ الإسلام جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن جعفر الجوزي ، وكان قد اشتهر بمواعظه، وله مصنفات عدة في كثير من الميادين، وقد توفي عن سبع وثمانين سنة.
سنة 626 هجري
وفاة الأديبياقوت الحموي
توفي الأديب المؤرخ شهاب الدين ياقوت الرومي الحموي النحوي، كان شاعراً جيد الشعر، وله مؤلفات عظيمة، منها: كتاب " معجم الأدباء"، وكتاب "الشعراء المتأخرين والقدماء"، وكتاب "معجم البلدان"، وكتاب "المبدأ والمآل في التاريخ"، وكتاب "الدول" وغيرها.
سنة 645 هجري
وفاة الحريري
توفي علي ، وهو المعروف بالحريري ، وقد كان عند الحريريمجون واستهزاء بأمور الشريعة والتهاون فيها، وإظهار لشعائر أهل الفسق والعصيان، وكان أثره الفاسد كبير على العامة والخاصة.
سنة654 هجري
حصول الحريق الكبير في المسجد النبوي
ذكر العلامة أبو شامة ‏:‏ أنه قد وقع في ليلة الجمعة مستهلّ رمضان في تلك السنة،  حريق كبير في مسجد المدينة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، وقد حصل الحريق بسبب أحد القائمين على المسجد، إذ علقت ناره بالمسجد.
سنة 658 هجري
موقعة " عين جالوت "
بعد الاجتياح الكبير لقوات التتار لبلاد المسلمين، وبعد المجازر الرهيبة التي قاموا بها، استطاع المسلمون أن يوقفوا مدهم، وذلك بعد المعركة العظيمة التي جرت بين الفريقين عند "عين جالوت" بين "بيسان" و"نابلس"، وكان شعار المسلمين في هذه المعركة: "وا إسلاماه وانتصر فيها المسلمون بقيادة القائد الكبير "قطز".
سنة 663 هجري
انتصار المسلمين في المغرب على الإفرنج
ذكر الإمام ابن كثير خبرا يفيد انتصار المسلمين على الفرنجة، وقد قتلوا منهم خمسة وأربعين ألفاً، وأسروا عشرة آلاف، واستطاعوا استعادة اثنتين وأربعين بلدة ، منها: "برنس"، و"أشبيلية"، و"قرطبة"، و"مرسية"، وكانت النصرة في يوم الخميس.
سنة 665 هجري
وفاة العلامةأبو شامة
توفي العلامة المجتهد شهاب الدين أبو القسم عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم المقدسي والمعروف بأبي شامة ، كان مجيدا لعلم القراءات، عالماً بالنحو، مؤرخاً مشهوراً، وله تصانيف عديدة ومختصرات مفيدة.
سنة 666 هجري
فتح أنطاكية
وهي مدينة عظيمة، فيها خيرات كثيرة، وذكروا أن عدد بروجها مائة وستة وثلاثون برجاً، وكان فتحها على يد السلطان الملك الظاهر .
سنة 672 هجري
وفاة الإمامابن مالكالنحوي
توفي الشيخ جمال الدين محمد بن عبد الله بن مالك أبو عبد الله الطائي الحياني النحوي، كان إماماً حاد الذكاء، ظهرت براعته في النحو واشتُهر به، وهو صاحب تصانيف مشهورة، وأشهرها: "ألفية ابن مالك في النحو والصرف".
سنة 687 هجري
وفاة الإمامقطب الدين
توفي خطيب القدس، أبو الذكاء عبد المنعم بن يحيى بن إبراهيم القرشي الزهري العوفي النابلسي الشافعي، كان خطيباً لبيت المقدس، إماماً في التفسير، وله باعٌ في الفتيا، كما كان حسن الهيئة مهيباً عزيز النفس، توفّي عن أربع وثمانين سنة.
سنة 694 هجري
وفاة شرف الدين المقدسي
توفي الشيخ الإمام الخطيب شرف الدين أبو العباس أحمد بن الشيخ كمال الدين أحمد بن نعمة بن أحمد المقدسي الشافعي ، اشتغل بالتدريس والفتيا، وتولّى القضاء نيابة بدمشق وأفتى فيها، وكان من أوعية العلم، واشتهر بالخطابة.
سنة 701 هجري
وفاة  الشيخشرف الدين البعلبكي
توفي الشيخ شرف الدين علي بن الشيخ تقي الدين أبي عبد الله محمد بن الشيخ أبي الحسن أحمد بن عبد الله اليونيني البعلبكي ، سمع من والده الكثير، واشتغل بالفقه، وكان عابداً عاملاً كثير الخشوع. توفي مقتولاًَ، وقد تحسر الناس على وفاته.‏
سنة 702 هجري
معركة "شقحب"
أراد حفيد "هولاكو" الملك "قازان"، إنهاء حكم المسلمين في مصر، وتسليم بيت المقدس للنصارى، فجهّز لهذه المهمة جيوشاّ جرّارة، وتقدمت جيوشه إلى بلاد "حلب" و"حماة" حتى وصلت إلى "حمص" و"بعلبك"،  فتصدى لهم المسلمون بعد أن قام شيخ الإسلام ابن تيمية بشحذ همم المسلمين شعوباً وحكاماً لمواجهة الغزاة، والدفاع عن المقدسات، ودارت رحى الحرب في سهل شقحب حيث كُتب النصر للمسلمين.
سنة 1010 هجري
وفاة الطاغيةعبدالحليم اليازجي
توفي عبد الحليم الباغي المعروف باليازجي ، أحد الطغاة الذين خرجوا على السلطنة في زمن السلطان محمد الثالث، وحدثت بسببه الكثير من الفتن، وأريقت الدماء، واستبيحت الحرمات.
سنة 1014 هجري
وفاة المقريءعبدالرحمن اليمني
توفي عبد الرحمن بن شحاذة المعروف باليمنى الشافعي، شيخ القراء وإمام المجوّدين في زمانه، وفقيه عصره، كان مجيدا للقراءات العشر، وأخذ علوم الأدب عن كثيرين.
سنة 1020 هجري
وفاة الأديبعبدالحق الدمشقي
توفي الأديب المشهور عبد الحق بن محمد بن محمد الحمصي الأصل الدمشقي الشافعي الملقب زين الدين الحجازي ، أثنى عليه كثير من علماء عصره، وكان أديباً متمكناً من فنون كثيرة، لطيف المعاشرة، وغلبت عليه العلوم العقلية مع إحاطة تامة بالعربية والأصول، توفي في النصف من رمضان.
سنة 1034 هجري
وفاة الأديبعبدالجواد المنوفي
توفي الأديب الكبير عبد الجواد بن محمد بن أحمد المنوفي المكي الشافعي ، كان فاضلاً أديباً حسن المذاكرة، أقام بمكة حيث أخذ عن علمائها، وولّي بها مدرسة، وأضاف إلى التدريس الإمامة والخطابة، وله مواقف تدل على همةٍ عاليةٍ.
سنة 1063 هجريذ
وفاة الإمامعبدالرحمن الصديقي
توفي الإمام عبد الرحمن بن زين العابدين بن محمد بن أبي الحسن البكري الصديقي ، كان عالماً متبحراً، جم الفضائل، محيطاً بكثير من الفنون، وكانت وفاته يوم الجمعة.
سنة 1098 هجري
وفاة الإمامعبدالرحمن بن يوسف البهوتي
توفي الإمام عبد الرحمن بن يوسف بن علي الملقب زين الدين البهوتي الحنبلي، ولد بمصر ونشأ بها، وقرأ الكتب الستة وغيرها من كتب الحديث، ثم اشتغل بالعلم، وبرع في مذهب الإمام أحمد .
سنة  1127 هجري
وفاة الإمامخير الدين
توفي الإمام خير الدين ابن الشيخ تاج الدين بن محمد بن إلياس ، كان خطيباً وإماماً في المدينة، واستغل بالتدريس والتأليف،‏ ‏وتولى نيابة القضاء ثلاث مرات، واعتنى الخطيب عبد الله الخليفتي بجمع فتاواه وسماها: ‏"‏الفتاوي الإلياسية‏"، وكذلك جمع ديوان شعره‏.
سنة 1249 هجري
عزل منيب أفندي من إدارة "عكا"
قام إبراهيم باشا بعزل منيب افندي من إدارة شؤون الحكومة في  مدينة "عكا"، ثم عيّن الشيخ حسين مكانه مديراً لأمور هذه المدينة.
سنة 1368 هجري
وفاة الشيخمحمد بن إبراهيم آل الشيخ
توفي الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ ، مفتي البلاد السعودية في عصره ، كان وعاء من أوعية العلم ، بصيرا بأمور الناس، أنشأ دار الإفتاء وكان رئيساً لها، ونظم القضاء في بلاده، وقد تخرّج على يديه الكثير من الطلاب الذين نشروا علمه في كل مكان.
سنة 1393 هجري
الانتصار على القوات الإسرائيلية
تمكنت القوات المصرية في رمضان من عبور قناة السويس، والتي كانت توصف بأنها أصعب مانع مائي في العالم، ثم قاموا بمطاردة الجيش الإسرائيلي واحتلال مواقعهم، وقد اعتبر المؤرخون المعاصرون هذا الحدث أول انتصار عسكري للمسلمين في العصر الحديث.
سنة 1398 هجري
تعيين الشيخجاد الحقمفتياً لمصر
تم تعين الشيخ جاد الحق مفتيًا للديار المصرية،  وكان له أعظم الأثر في تفعيل دور هيئة الإفتاء، والمحافظة على تراثها الضخم، ثم عيّن بعدها وزيراً للأوقاف في مصر.
سنة 1415 هجري
وفاة الشيخصالح الخريصي
توفي الشيخ صالح بن أحمد بن عبدالله الخريصي ولد في مدينة بريده عام 1328هـ، ونشأ يتيما بين إخوانه ، ثم توجّه للعلم الشرعي فدرس على يد عدد من العلماء والمشايخ، ثم تم اختياره إماما ومدرساً لأحد مساجد بريده الكبار، وعُيّن بعدها قاضياً في بلدة -الدلم - ثم رجع إلى بريده وصار رئيس محكمة بريده حتى أُحيل إلى التقاعد .
سنة 1417 هجري
وفاة الشيخعبد الرحمن بن عبد الله الشعلان
توفي الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله الشعلان إمام وخطيب المسجد الحرام، ولد في مدينة حائل عام 1326 هـ، وحفظ القرآن الكريم، ودرس اللغة والفقه على أيدي علمائها، ثم انتقل إلى الطائف حيث درس في دار التوحيد التي كانت تهتم بالعلوم الشرعية واللغة العربية، وبعدها التحق بكلية الشريعة بمكة المكرمة، وتخرج منها ليعمل قاضيا في المحكمة المستعجلة بمكة المكرمة ثم إماماً لمسجد النقاء بمكة ثم في مسجد الجميزة، ثم صدر أمر تعيينه إماما وخطيبا في المسجد الحرام، بالإضافة إلى عمله رئيسا للمحكمة المستعجلة بمكة، وقضى بها نحو ثلاثين عاماً.
سنة 1420 هجري
وفاة الشيخعبد الله بن زيد آل محمود
توفي العلامة الشيخ عبد الله بن زيد بن عبد الله بن محمد بن راشد بن إبراهيم بن محمود علم من أعلام قطر وعلمائها، درس على يد مفتي الديار السعودية العلامة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخوعلى عدد من علماء نجد ، وتولّى التدريس في الحرم المكيّ لمدة سنة كاملة، ثم انتقل إلى دولة قطر قاضياً ومفتياً ومعلماً، وظل فيها حتى توفّي، وقد جاوزت مؤلفاته الستين مؤلفاً، وكان له أثر واضحٌ على مسيرة الدعوة في المنطقة.
سنة 1420 هجري
وفاة الشيخصلاح الدين كبارة
توفي الشيخ صلاح الدين كبارة ، شيخ قراء طرابلس ولبنان، وأحد أبرز القراء اللبنانيين والعرب في العصر الحديث، تولّى الشيخ في حياته عدة مناصب مهمّة، كان من أهمها اختياره مقرئا لإذاعة فلسطين عام ثمانية وأربيعين، ومقرئا للمسجد العمري الكبير في بيروت، وكان ممثلا للبنان في كثير من المؤتمرات، ثم شغل منصب القائم مقام مفتي الجمهورية اللبنانية، وكانت وفاته في الثالث والعشرين من رمضان عن عمر ناهز الثمانين عاماً.
سنة 1420 هجري
وفاة الشيخأبو الحسن الندوي
توفي الشيخ أبو الحسن علي الحسني الندوي عن عمر يناهز التسعين عامًا، وقد كان الشيخ من أبرز علماء القارة الهندية، وله جهود عظيمة في نشر الدعوة الإسلامية في ربوع العالم الإسلامي.

Copyright @ 2013 اللهم توفني وانا ساجد اليك .