"إن الله بما تعملون بصير"

الثلاثاء، 23 يوليو 2013

وأسمع ما لا تسمعون

وأسمع ما لا تسمعون 



اختص الله ـ تبارك وتعالى ـ عبده ورسوله محمدا ـ صلى الله عليه وسلم ـ دون غيره من الأنبياء بخصائص كثيرة، تشريفا وتكريما له، مما يدل على جليل قدره وشرف منزلته عند ربه، قال الله تعالى: { اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ }(الحج:75).. كما أعدّ الله ـ سبحانه وتعالى ـ نبيّه المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ إعدادًا خاصًّا يُتيح له تلقّي الوحي من جبريل ـ عليه السّلام ـ، ورؤيته والسّماع منه، وما يتّبعه من رؤية وسماع ما سواه من الغيبيّات، كالملائكة والجنّ والشّياطين، أو سماعه لعذاب القبر ونحوه، فكان من الطبيعي أن يسمَع النبي ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ ما لا يسمعه غيره، أو يبصر ما لا يبصره سواه، وقد دلّت الأحاديث الصّحيحة على ذلك .

عن زيد بن ثابت ـ رضي الله عنه ـ قال: ( بينما النّبيّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ في حائط لبني النّجّار على بغلة له ونحن معه إذ حادت به فكادت تلقيه، وإذا أقبر ستة أو خمسة أو أربعة، فقال: من يعرف أصحاب هذه الأقبر؟، فقال رجل: أنا، قال: فمتى مات هؤلاء؟، قال: ماتوا في الإشراك، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: إنّ هذه الأمّة تبتلى في قبورها، فلولا ألا تدافنوا لدعوتُ الله أن يسمعكم من عذاب القبر الّذي أسمع ) رواه مسلم .
وعن أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( إنّي أرَى ما لا ترون، وأسمع ما لا تسمعون، أطّت السّماء وحُقّ لها أن تئط، ما فيها موضع أربع أصابع إلاّ ومَلَكٌ واضع جبهته ساجدًا لله، والله لو تعلمون ما أعْلَمُ لضَحِكْتُم قليلاً، ولبكيتُم كثيرًا، وما تلَذَذْتُم بالنّساء على الفُرش، ولخرجتُم إلى الصّعدات تجأرون إلى الله ) رواه أحمد .

وحديث القبرين اللذين أخبر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن عذاب صاحبيهما حديث أخرجه الشيخان في صحيحيهما من حديث ابن عباسـ رضي الله عنهما ـ، قال: ( مرَّ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بحائط من حيطان المدينة ـ أو مكة ـ فسمع صوت إنسانين يعذبان في قبورهما، فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: يعذبان وما يعذبان في كبير، ثم قال: بلى، كان أحدهما لا يستتر من بوله، وكان الآخر يمشي بالنميمة، ثم دعا بجريدة فكسرها كسرتين فوضع على كل قبر منهما كسرة، فقيل له: يا رسول الله لم فعلت هذا؟ قال: لعله أن يخفف عنهما ما لم تيبسا ) .
فهذه الأحاديث تفيد سماع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لعذاب القبر، وأن الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ كانوا يمشون معه وقد مروا على تلك القبور التي تُعَّذَّب، ومع ذلك لم يسمعوا ما سمعه النبي ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ وهذا دليل واضح على أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يسمع ما لا يسمعه غيره .

فائدة :
يقول الشيخ الألباني: " النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يسمع ما لا يسمع الناس, وهذا من خصوصياته ـ عليه الصلاة والسلام ـ , كما أنه كان يرى جبريل ويكلمه، والناس لا يرونه ولا يسمعون كلامه, فقد ثبت في البخاري وغيره أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال يوماً لعائشة ـ رضي الله عنها ـ: ( هذا جبريل يقرئك السلام, فقالت: وعليه السلام يا رسول الله، ترى ما لا نرى ) . ولكن خصوصياته ـ صلى الله عليه وسلم ـ إنما تثبت بالنص الصحيح, فلا تثبت بالنص الضعيف ولا بالقياس والأهواء, والناس في هذه المسألة على طرفي نقيض, فمنهم من ينكر كثيراً من خصوصياته الثابتة بالأسانيد الصحيحة, إما لأنها غير متواترة بزعمه, وإما لأنها غير معقولة لديه .. ومنهم من يثبت له ـ عليه السلام ـ ما لم يثبت, مثل قولهم : إنه أول المخلوقات, وإنه كان لا ظل له في الأرض، وأنه إذا سار في الرمل لا تؤثر قدمه فيه, بينما إذا داس على الصخر علم عليه، وغير ذلك من الأباطيل .
والقول الوسط في ذلك أن يقال : إن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بَشَر بنص القرآن والسنة وإجماع الأمة, فلا يجوز أن يُعطى له من الصفات والخصوصيات إلا ما صَحَّ به النص في الكتاب والسنة, فإذا ثبت ذلك, وجب التسليم له, ولم يجز رده بفلسفة خاصة علمية أو عقلية زعموا .. ومن المؤسف أنه قد انتشر في العصر الحاضر انتشاراً مخيفاً رد الأحاديث الصحيحة لأدنى شبهة ترِد من بعض الناس, حتى ليكاد يقوم في النفس أنهم يعاملون أحاديثه عليه السلام معاملة أحاديث غيره من البشر الذين ليسوا معصومين, فهم يأخذون منها ما شاؤوا , ويدعون ما شاؤوا " .
إن من دلائل النبوة ما يؤتيه الله أنبياءه من خوارق العادات التي يعجز عن فعلها سائر البشر، وفي ذلك تكريم لهم من الله، ودليل على صدق دعواهم أنهم رسل الله، قال الله تعالى : { لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ }(الحديد: الآية25) . ورسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أكثر الرسل معجزة، وأبهرهم آية، فله من المعجزات والخصوصيات ما لا يُحَدُّ ولا يُعَدُّ، ومنها رؤيته وسماعه ما لا يراه ويسمعه غيره من الناس، وقد أُلِّفت في معجزاته وخصوصياته المؤلفات الكثيرة، وتناولها العلماء بالشرح والبيان ..

الشباب في غزوة بدر



undefinedالشباب
 هم أول من آمن وناصر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وكان منهم العشرة المبشرون بالجنة، فأبو بكر الصديق وعثمان ـ رضي الله عنهما ـ كانا دون الأربعين حين آمنا برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وأمَّا عمر وعبد الرحمن بن عوف ـ رضي الله عنهما ـ فكانا في نحو الثلاثين، وأمَّا على ـ رضي الله عنه ـ فكان في نحو العاشرة من عمره، وأبو عبيدة بن الجراح في نحو العشرين من عمره، وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام، وسعد بن أبى وقاص، وسعيد بن زيد ـ رضي الله عنهم ـ دون العشرين، بل كان سعد بن أبى وقاص ـ رضي الله عنه ـ ابن سبع عشرة سنة، وكان ابن مسعود شابًا صغيرًا دون العشرين يوم أسلم ـ، ـ رضي الله عنهم ـ أجمعين ..

ومن المعلوم أن غزوة بدر من المعارك الفاصلة في تاريخ الإسلام، وقد عُرِفت في القرآن الكريم بيوم الفرقان، لأنها فرقت بين الحق والباطل، قال الله تعالى : { وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}(الأنفال: من الآية41)، وكل انتصارٍ للمسلمين سيظل مديناً لبدر، التي كانت بداية الفتوح والانتصارات الإسلامية .
وفي غزوة بدر ظهر دور الشباب في مواقف بطولة وشجاعة، وتضحية وفداء، وحب ونصرة لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهي كثيرة ، منها :

مبارزة وشجاعة :
سبق القتال والتلاحم في هذه الغزوة المباركة مبارزة، فقد خرج ثلاثة من خيرة فرسان قريش وهم عتبة وأخوه شيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة وطلبوا المبارزة وخرج إليهم ثلاثة من شباب الأنصار، ولكن رفضوا مبارزتهم وقالوا أكفاء كرام مالنا بكم حاجة، وإنما نريد بني عمنا ثم نادى مناديهم يا محمد أخرج إلينا أكفاءنا من قومنا .
عن حارثة بن مضرب ـ رضي الله عنه ـ عن علي ـ رضي الله عنه ـ قال: ( تقدم يعني عتبة بن ربيعة وتبعه ابنه وأخوه فنادى من يبارز، فانتدب له شباب من الأنصار، فقال من أنتم؟ فأخبروه، فقال: لا حاجة لنا فيكم، إنما أردنا بني عمنا، فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: قم يا حمزة، قم يا علي، قم يا عبيدة بن الحارث، فأقبل حمزة إلى عتبة، وأقبلت إلى شيبة، واختلف بين عبيدة والوليد ضربتان فأثخن كل واحد منهما صاحبه، ثم ملنا إلى الوليد فقتلناه واحتملنا عبيدة ) رواه أبو داود .

تنافس في الجهاد والشهادة :
في " سِيَّر أعلام النبلاء " للذهبي: عن عامر بن سعد، عن أبيه قال: " ردَّ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عمير بن أبي وقاص عن بدر، استصغره، فبكى عمير، فأجازه، فعقدت عليه حمالة سيفه، ولقد شهدت بدرًا وما في وجهي شعرة واحدة أمسحها بيدي " .
وأخرج ابن سعد عن الواقديّ، من رواية أبي بكر بن إسماعيل بن محمد بن سعد، عن أبيه، قال: " رأيت أخي عمير بن أبي وقاص قبل أن يعرضنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوم بدر يتوارى، فقلت: ما لك يا أخي؟ قال: إني أخاف أن يراني رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيستصغرني فيردّني، وأنا أحبّ الخروج، لعل الله أن يرزقني الشهادة، قال: فعُرِض على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فاستصغره فردّه، فبكى فأجازه، فكان سعد يقول: فكنت أعقد حمائل سيفه من صغره، فقُتِل وهو ابن ست عشرة سنة " .

مقتل أبي جهل ( فرعون هذه الأمة ) :
عن عبد الرحمن بن عوف ـ رضي الله عنه ـ قال : ( بينما أنا واقف في الصف يوم بدر، نظرت عن يميني وشمالي، فإذا أنا بين غلامين من الأنصار حديثة أسنانهما، تمنيت لو كنت بين أضلع منهما، فغمزني أحدهما فقال: يا عم هل تعرف أبا جهل؟، قال: قلت: نعم، وما حاجتك إليه يا ابن أخي؟، قال:أُخبِرْت أنه يسب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده، حتى يموت الأعجل منا . قال: فتعجبت لذلك، فغمزني الآخر فقال مثلها. قال: فلم أنشب أن نظرت إلى أبي جهل يجول في الناس فقلت: ألا تريان؟ هذا صاحبكما الذي تسألان عنه، قال:فابتدراه بسيفيهما حتى قتلاه، ثم انصرفا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبراه، فقال: أيكما قتله؟، فقال كل واحد منهما: أنا قتلته، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: كلاكما قتله ) رواه البخاري .
قال ابن حجر: " وهما معاذ بن الجموح، ومعاذ بن عفراء "، ثم قال: " وعفراء والدة معاذ، واسم أبيه: الحارث، وأما ابن عمرو بن الجموح فليس اسم أمه عفراء، وإنما أطلق عليه تغليبًا ".
وعن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوم بدر : ( من ينظر ما فعل أبو جهل؟، فانطلق ابن مسعود فوجده قد ضربه ابنا عفراء حتى برد، فأخذ بلحيته فقال : أنت أبا جهل؟ قال: وهل فوق رجل قتله قومه؟، أو قال : قتلتموه ) رواه البخاري .

لقد كان أبو جهل شديد الأذى للمسلمين في مكة، وكم لاقى المسلمون من إيذائه واستهزائه، وظل مستكبراً جباراً حتى وهو صريع وفي آخر لحظات حياته، فشاء الله تعالى أن يكون مصرع هذا الطاغية على يد غلامين صغيرين، وأحد المستضعفين من المسلمين، إذ أبقاه الله مصروعاً في حالة من الإدراك والوعي ـ بعد ضربه من الشابين الصغيرين ـ ليريه بعين بصره ما بلغه من المهانة والذل على يد شباب صغار، ومن كان يستضعفه ويؤذيه ويضطهده بمكة وهو عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ .
ومعلوم أن الدافع من حرص الأنصاريين الشابين على قتل أبي جهل ما سمعاه من أنه كان يسب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهكذا بلغت محبة شباب الأنصار لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بذل النفس في سبيل الانتقام ممن تعرض للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالأذى .

وسام شرف :
لا مفاضلة بين شباب بدر وشيوخها، فكل من اشترك في بدر له دوره ومنزلته، ودرجته وفضله، وحسبهم أن الله رفع ذكرهم وغفر ذنبهم .. فمنهم من أكرمه الله بالشهادة ففاز بخيري الدنيا والآخرة، ومنهم من طال به العمر فما غيَّر ولا بدَّل، وصدق الله العظيم إذ يقول: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً} (الأحزاب: 23)، وقد وضع النبي صلى الله عليه وسلم وسام شرف على صدر كل من شارك في غزوة بدر ـ صغارا وكبارا - فقال: ( لعل اللهَ اطلع إلى أهل بدرٍ فقال: اعملوا ما شئتُم، فقد وجبتْ لكم الجنةُ، أو فقد غفرتُ لكم ) رواه البخاري.

إن السيرة النبوية بأحداثها وتفاصيلها مدرسة تربوية متكاملة، لما تحمله بين ثناياها من الفوائد الكثيرة والدروس العظيمة، وغزوة بدر هي إحدى الغزوات المليئة بهذه الدروس، والتي منها إبراز دور الشباب، وجهاده وبذله في نصرة الإسلام، فجدير بشبابنا أن يأخذوا من أسلافهم العظة والعبرة ..

رمضان .. ربح كبير بعمل قليل



«رمضان» .. كم من جوائز تُذكر، ومنح ربانية لا تُنكر، ونفحات لا تُجحد .. على عملنا اليسير، وجهدنا القليل، وجسدنا النحيل .. فتبارك العلي القدير الذي وعد ووفى، وأعطى فأجزل، وغفر ورحم، ووهب في هذا الشهر الجليل رحماته للمؤمنين، وأعتقهم من مهاوي الجحيم.
فينبغي للمسلمين لزوم حقيقة الصيام، والعكوف على تلاوة القرآن، والاجتهاد في لياليه في طاعة ربهم، والتعرض لنفحاته تعالى بالأخص في الليالي الفاضلة قياما ودعاء وتضرعا، فشهر رمضان موسم من مواسم الأعمال، ولا شك أن المواسم مظنة إجابة الدعاء، فلعل دعوةً تشقُ عنانَ السماء تُرفع عنها الحُجُبُ فيتقبلها الله تعالى فيحظى صاحبها بسعادة لا يشقى بعدها أبداً، ومن وُفِق للعمل وفق للقبول، ومن أُعين على الدعاء فحريٌ أن يُستجاب له، قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: «إني لا أحمل همَّ الإجابة، وإنما أحمل همَّ الدعاء، فإذا أُلهمت الدعاء فإن الإجابة معه».
ولنعلم يقينا أننا إن أكثرنا من العبادة فالله تعالى أكثر منا في الثواب، وأكرم منا في الجزاء والعطاء، قال الصحابة رضي الله عنهم: «إذن نكثر» فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «الله أكثر»
وعن طلحة بن عبيد الله -رضي الله عنه-: أن رجلين من بلي قدما على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان إسلامهما جميعاً، فكان أحدهما أشد اجتهاداً من الآخر، فغزا المجتهد منهما فاستشهد، ثم مكث الآخر بعده سنة ثم توفي، قال طلحة: فرأيت في المنام بينا أنا عند باب الجنة، إذا أنا بهما، فخرج خارج من الجنة، فَأَذِن للذي توفي الآخِر منهما، ثم خرج فأذن للذي استشهد، ثم رجع إلي فقال: ارجع فإنك لم يأن لك بعد، فأصبح طلحة يحدث به الناس فعجبوا لذلك، فبلغ ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وحدثوه الحديث فقال: «من أي ذلك تعجبون» فقالوا: يا رسول الله، هذا كان أشد الرجلين اجتهاداً ثم استشهد، ودخل هذا الآخر الجنة قبله، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: «أليس قد مكث هذا بعده سنة» قالوا: بلى، قال: «وأدرك رمضان فصام وصلى كذا وكذا من سجدة في السنة» قالوا: بلى، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «فما بينهما أبعد مما بين السماء والأرض»

السائحون الصائمون
قال تعالى مبشرا المؤمنين: {التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [التوبة:112]
قالبن جرير: أما قوله {السائحون} فإنهم الصائمون، وهو قول أبي هريرة وابن عباس وسعيد بن جبير وعبد الرحمن ومجاهد والحسن والضحاك، وقالت عائشة: سياحة هذه الأمة الصيام.
قال قتادة: {السائحون} قوم أخذوا من أبدانهم صوماً لله عز وجل (4)، وأخرج ابن المنذر عن سفيان بن عيينة قال: إنما سمي الصائم السائح لأنه تارك للذات الدنيا كلها من المطعم والمشرب والمنكح، فهو تارك للدنيا بمنزلة السائح. (5) وقال الزمخشري: {السائحون} الصائمون، شبهوا بذوي السياحة في الأرض في امتناعهم من شهواتهم (6)، وقالالشعراوي: إن السياحة أطلقت على الصيام؛ لأن السياحة تخرجك عما ألفْتَ من إقامة في وطن ومال وأهل، والصيام يخرجك عما ألفْتَ من طعام وشراب وشهوة. (7)
قال بعضهم: الصوم ضربان: (حقيقي) وهو ترك المطعم والمنكح، وصوم (حكمي) وهو حفظ الجوارح عن المعاصي كالسمع والبصر واللسان، فالسائح هو الذي يصوم هذا الصوم دون الصوم الأول. (8)
وبشرى لكنّ –أيضاً- أيتها الصائمات حيث قال تعالى: {مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَاراً }[التحريم:5] قال ابن عباس: {سائحات} صائمات. وهو قول قتادة والضحاك.

ورث السقيا
الصوم يورث السقيا يوم العطش، فعن ابن عباس -رضي الله عنهما-:أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعث أبا موسى -رضي الله عنه- على سرية في البحر، وبينما هم كذلك قد رفعوا الشراع في ليلة مظلمة إذا هاتف فوقهم يهتف: يا أهل السفينة قفوا أخبركم بقضاء قضاه الله على نفسه. فقال أبو موسى: أخبرنا إن كنت مخبراً. قال: إن الله تبارك وتعالى قضى على نفسه أنه من أعطش نفسه له في يوم صائف سقاه الله يوم العطش. وفي رواية: أن من عطش نفسه لله في يوم حار، كان حقاً على الله أن يرويه يوم القيامة. (9) فكان أبو موسى يتوقى اليوم الشديد الحر الذي يكاد الإنسان ينسلخ فيه حراً فيصوم.
يقول ابن رجب عن بعض السلف قال: بلغنا أنه يوضع للصوام مائدة يأكلون عليها والناس في الحساب، فيقولون: يا رب نحن نحاسب وهم يأكلون. فيقال: إنهم طالما صاموا وأفطرتم، وقاموا ونمتم.

الصوم سبيل الجنة

قال الحبيب -صلى الله عليه وسلم-: «من ختم له بصيام يوم دخل الجنة». قال المناوي: من ختم عمره بصيام يوم بأن مات وهو صائم أو بعد فطره من صومه دخل الجنة مع السابقين الأولين أو من غير سبق عذاب.  ورواه أحمد بإسناد لا بأس به، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «يا حذيفة من ختم له بصيام يوم يريد به وجه الله عز وجل أدخله الله الجنة»
وعن أبي مالك الأشعري قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن في الجنة لغرفاً يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها أعدها الله لمن أطعم الطعام وألان الكلام وتابع الصيام وصلى بالليل والناس نيام»
قال يعقوب بن يوسف الحنفي: بلغنا أن الله تعالى يقول لأوليائه يوم القيامة: (يا أوليائي طالما نظرت إليكم في الدنيا، وقد قصلت شفاهكم عن الأشربة، وغارت أعينكم، وجفت بطونكم، كونوا اليوم في نعيمكم وتعاطوا الكأس فيما بينكم).
وقال الحسن البصري: تقول الحوراء لولي الله وهو متكئ معها على نهر العسل تعاطيه الكأس: إن الله نظر إليك في يوم صائف بعيد ما بين الطرفين وأنت في ظمأ هاجره من جهد العطش فباهى بك الملائكة وقال: انظروا إلى عبدي ترك زوجته وشهوته ولذته وطعامه وشرابه من أجلي رغبة فيما عندي اشهدوا أني قد غفرت له فغفر لك يومئذ وزوجنيك.
كان بعض الصالحين كثير التهجد والصيام، فصلى ليلة في المسجد ودعا، فغلبته عيناه، فرأى في منامه جماعة علم أنهم ليسوا من الآدميين، بأيديهم أطباق عليها أرغفة بياض الثلج، فوق كل رغيف درر كأمثال الرمان، فقالوا: كل. فقال: إني أريد الصوم، قالوا له: يأمرك صاحب هذا البيت أن تأكل. قال: فأكلت، وجعلت آخذ ذلك الدر لأحتمله. فقالوا له: دعه نغرسه لك شجراً ينبت لك خيراً من هذا. قال: أين؟ قالوا: في دار لا تخرب، وثمر لا يتغير، وملك لا ينقطع، وثياب لا تبلى، منها قرة أعين أزواج رضيات مرضيات راضيات لا يغرن، فعليك بالانكماش فيما أنت، فإنما هي غفوة حتى ترتحل فتنزل الدار. فما مكث بعد هذه الرؤيا إلا جمعتين حتى توفى، فرآه ليلة وفاته في المنام بعض أصحابه الذين حدثهم برؤياه، وهو يقول: لا تعجب من شجر غرس لي في يوم حدثتك، وقد حمل. فقال له: ما حمل؟ قال: لا تسأل، لا يقدر أحد على صفته، لم ير مثل الكريم إذا حل به مطيع.

حدث في مثل هذا الأسبوع ( 12 – 18 رمضان )


وفاة الشيخ مصطفى المراغي شيخ الأزهر في 13 رمضان 1364هـ :في 9 مارس 1881م ولد الشيخ محمد مصطفى المراغي في بلدة المراغة بمحافظة سوهاج، التحق بالأزهر الشريف بعد أن أتم حفظ القرآن الكريم بكتاب قريته، وتلقى العلم على يد كبار العلماء والمشايخ، واتصل بالإمام محمد عبده، وانتفع بدروسه في التاريخ والاجتماع والسياسة، وتوثقت صلته به، وسار على نهجه في الإصلاح والتجديد فيما بعد.
تخرج الإمام المراغي من الأزهر بعد حصوله على الشهادة العالمية عام 1322هـ/ 1904م، وكان ترتيبه الأول على زملائه، وكان عمره آنذاك ثلاثة وعشرين عامًا، وهي سن مبكرة بالنسبة لعلماء الأزهر في ذلك الوقت.
وفي سنة التخرج اختاره أستاذه الشيخ محمد عبده ليعمل قاضيّا في مدينة دنقلة بالسودان، واستمر الشيخ المراغي في وظيفته تلك لمدة ثلاث سنوات فقط حتى عام 1907، حيث قدم استقالته من عمله بسبب خلافه المستمر مع الحاكم العسكري الإنكليزي للسودان، وعاد لمصر يتدرج في مناصب القضاء حتى تولي رئاسة المحكمة الشرعية العليا عام 1923م.
وفي عام 1928 تم تعيينه شيخًا للأزهر وهو في السابعة والأربعين من عمره، وكان معنيّا بإصلاح الأزهر، ولكنه لما وجد أن هناك عقبات كثيرة تحول ببينه وبين ذلك استقال من منصبه في أكتوبر 1929م.
وفي أبريل 1935 أعيد تعيين الشيخ المراغي شيخا للأزهر مرة أخري بعد المظاهرات الكبيرة التي قام بها طلاب الأزهر وعلماؤه للمطالبة بعودة الإمام المراغي للأزهر لتحقيق ما نادى به من إصلاح.
وظل الشيخ المراغي في منصبه شيخا للأزهر لمدة عشر سنوات إلى أن توفي في 22 أغسطس 1945 الموافق 13 رمضان 1364هـ .

آراؤه .. وأعماله الإصلاحية
كان الشيخ المراغي معنيّا بقضية الإصلاح والتجديد ، وقد اهتم الشيخ المراغي بإصلاح كل من الأزهر والقضاء.

(1) إصلاح القضاء:
 كان إصلاح القضاء هو الاهتمام الشاغل للإمام المراغي لتحقيق العدل والإصلاح بين الناس، وكان الشيخ يتبع أسلوبا جديدًا مع المتقاضين، حيث كان يحاول أن يوفق بينهما دون اللجوء للتقاضي، وكان يرى أن القاضي يستمد أحكامه وقدراته من القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة، ولا سلطان لأحد عليه سوى الله ثم ضميره حتى يستطيع أن يؤدي رسالته في العدالة بين الناس دون الخوف من أحد، حتى ولو كان الحاكم أو السلطان.
وكان الإمام المراغي يرى أن إصلاح القانون هو إصلاح لنصف القضاء؛ لذلك شكل لجنة برئاسته تكون مهمتها إعداد قانون يكون هو الركيزة الأساسية للأحوال الشخصية في مصر.
وقد وجه الإمام المراغي أعضاء اللجنة المكلفة بإعداد القانون بعدم التقيد بمذهب معين، حيث كان القضاة لايحيدون عن مذهب الإمام أبي حنيفة ، الذي كان معمولاً به في ذلك الوقت ، إلى غيره من المذاهب، ولكن الإمام المراغي كان يرى بضرورة الأخذ بغيره من المذاهب إذا كان فيها ما يتفق مع المصلحة العامة للمجتمع، وكان مما قاله لأعضاء اللجنة: "ضعوا من المواد ما يبدو لكم أنه يوافق الزمان والمكان، فالشريعة الإسلامية فيها من السماحة والتوسعة ما يجعلنا نجد في تفريعاتها وأحكامها في القضايا المدنية والجنائية كل ما يفيدنا وينفعنا في كل وقت".

(2) إصلاح الأزهر:
 كانت نصرة الإسلام وتطوير وإصلاح الأزهر على رأس أولويات الشيخ المراغي؛ لذلك شكل فور توليه مشيخة الأزهر لجانًا لإعادة النظر في قوانين الأزهر، ومناهج الدراسة فيه.
كما قدم قانونا لإصلاح وضع الأزهر للملك فؤاد الذي كان مشرفا على شئون الأزهر آنذاك، إلا أن بعض حاشية الملك فؤاد أوعزوا له بأن الشيخ المراغي يريد استقلال الأزهر عن القصر، فرفض الملك فؤاد القانون، وأعاده إلى الشيخ المراغي.
فما كان من الشيخ المراغي إلا أن وضع القانون الخاص بإصلاح الأزهر في ظرف، واستقالته من مشيخة الأزهر في ظرف آخر، وطلب من الملك فؤاد حرية الاختيار، فقبل الملك فؤاد الاستقالة، ولكن الإضرابات عن الدراسة التي قام بها علماء وطلاب الأزهر، والتي استمرت أكثر من 14 شهرًا أجبرت الملك فؤاد على إعادة المراغي شيخًا للأزهر مرة أخرى.
وقام الشيخ المراغي بإنشاء ثلاث كليات تكون مدة الدراسة فيها أربع سنوات تتخصص إحداها في علوم العربية، وهي كلية اللغة العربية، والثانية في علوم الشريعة وهي كلية الشريعة والقانون، والثالثة في علوم أصول الدين وهي كلية أصول الدين.
وقد دعا الإمام المراغي إلى ضرورة العمل على تحرير مناهج الأزهر من التقليد والتلقين في التدريس، والأخذ بالأساليب الحديثة، والتوسع في الاجتهاد.
ودعا الطلاب إلى دراسة اللغات الأجنبية ليكونوا أكثر قدرة على نشر الإسلام والثقافة الإسلامية لغير المسلمين.
وقد شكل الإمام المراغي لجنة للفتوى داخل الجامع الأزهر تتكون من كبار العلماء تكون مهمتها الرد على الأسئلة الدينية التي تتلقاها من الأفراد والهيئات، كما شكل أكبر هيئة دينية في العالم الإسلامي، وهي جماعة كبار العلماء، والتي تتكون من ثلاثين عضوًا، واشترط الإمام المراغي في عضويتها أن يكون العضو من العلماء الذين لهم إسهام في الثقافة الدينية، وأن يقدم رسالة علمية تتسم بالجرأة والابتكار.
وفاة خالد بن الوليد رضي الله عنه 18 رمضان سنة 21هـ :هو خالد بن الوليد من أجل الصحابة وأبرعهم وأشجعهم، وهو سيف الله المسلول لم يقهر في جاهلية ولا إسلام.
وأبوه هو الوليد بن المغيرة سيد قريش في عصره ، وأمه لبابة بنت الحارث أخت ميمونة بنت الحارث أم المؤمنين .
وقد أسلم خالد -رضي الله عنه- بعد الحديبية في العام الثامن الهجري، وشهد مؤتة، وانتهت إليه الإمارة يومئذ من غير إمرة، فقاتل يومئذ قتالاً شديدًا لم ير مثله، وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذها جعفر فأصيب، ثم أخذها عبد الله بن رواحه فأصيب، ثم أخذها سيف من سيوف الله ففتح الله على يديه"، ومن يومئذ سُمي "سيف الله"، وشهد خيبر وحنينًا، وفتح مكة وأبلى بلاءً حسنًا.
وبعثه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى العزى، وكانت لهوازن- فكسر قمتها أولاً ثم دعثرها وجعل يقول: يا عزى كفرانك لا سبحانك إني رأيت الله قد أهانك ثم حرقها. وقد استعمله أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- على قتال أهل الردة ، ولما أمَّره الصديق قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "فنعم عبد الله وأخو العشيرة خالد بن الوليد، خالد بن الوليد سيف من سيوف الله" رواه الإمام أحمد في مسنده.
وله آثار مشهورة في قتال الروم بالشام والفرس بالعراق، وافتتح دمشق، وقد روي له عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثمانية عشر حديثًا.
وقد ثبت عنه في صحيح البخاري أنه قال: لقد اندق في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف، فما ثبت في يدي إلا صفيحة يمانية.
ولما حضرته -رضي الله عنه- الوفاة قال: "لقد شهدت مائة زحف أو نحوها وما في بدني موضع شبر إلا وفيه ضربة أو طعنة أو رمية، وهـا أنا أموت على فراشي، فلا نامت أعين الجبناء وما لي من عمل أرجى من لا إله إلا الله وأنا متترس بها".
وتوفي في خلافة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وحزن عليه عمر والمسلمون حزنًا شديدًا، وقد جعل -رضي الله عنه- سلاحه وفرسه في سبيل الله.
وقد توفي في 18 رمضان سنة 21هـ ، وصلى عليه عمر بن الخطاب، ودفن بجوار حمص ، رضي الله تعالى عنه وأرضاه

وفاة أبي الفرج ابن الجوزي 12 رمضان سنة 597هـ :
وهو الإمام العلامة الحافظ المفسر شيخ الإسلام ومفخر العراق ، أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي بن عبيد الله ، وينتهي نسبه إلى أبي بكر الصديق ، ولد سنة 509هـ ،توفى أبوه وله ثلاثة أعوام وربته عمته .
والإمام ابن الجوزي حامل لواء الوعظ يقول النظم الرائق والنثر الفائق على البديهة ، لم يأت قبله ولا بعده مثله في هذا الفن مع الشكل الحسن والصوت الطيب والوقع في النفوس وحسن السيرة وكان يحضر مجالسه في الوعظ الملوك والوزراء وبعض الخلفاء والأئمة والكبراء ، ولا يكاد ينقص مجلس وعظه عن ألوف كثيرة حتى قيل إن في بعض مجالسه بلغ عدد الحاضرين نحو مائة ألف ، لكن الحافظ الذهبي يعقب على ذلك بقوله : ولا ريب إن هذا ما وقع ، ولو وقع لما قدر أن يسمعهم ولا المكان يسعهم .
قال سبطه أبو المظفر : سمعت جدي على المنبر يقول : بأصبعي هاتين كتبت ألفي مجلدة ، وتاب على يدي مائة ألف ، وأسلم على يدي عشرون ألفًا .
وكان الحافظ ابن الجوزي بحرًا في التفسير وعلامة في السير والتاريخ فقيهًا ذا تفنن وذكاء ودوام على الجمع والتصنيف ، قال الحافظ الذهبي : ما عرفت أن أحدًا صنف ما صنف .
ولابن الجوزي نحو ثلاثمائة مصنف ، منها في التفسير " زاد المسير " ، وفي التاريخ " المنتظم " ، وفي السيرة " الوفا بأخبار المصطفى " ، وله " صفوة الصفوة " ، و " أخبار النساء " و " تلبيس إبليس " و " صيد الخاطر " و " والأذكياء " وغير ذلك الكثير .
من عيون كلامه :
" من قنع طاب عيشه ، ومن طمع طال طيشه " .
وسئل أيما أفضل أسبح أو استغفر فقال : الثوب الوسخ أحوج إل الصابون من البخور
ومن حسن تخلصه جوابه لرجل سأله أيام ظهور الشيعة بالعراق أيهما أفضل : علي أم أبو بكر ؟ فقال : أفضلهما من كانت بنته تحته ، وهذه عبارة محتملة ترضي الفريقين .
توفى رحمه الله ليلة الجمعة بين العشاءين الثاني عشر من رمضان سنة 597هـ وكانت جنازته مشورة حتى إن بعض الناس قد أفطروا من شدة الحر والزحام في تلك الجنازة
وفاة عمر التلمساني المرشد العام الثالث لجماعة الإخوان المسلمين 14 رمضان 1406 هـ :توفى الأستاذ عمر التلمساني فجر يوم الخميس 14 رمضان سنة 1406هـ الموافق 22 مايو سنة 1986م عن عمر يناهز 82 عامًا ، وكان تشييع جنازته الحافلة بعد صلاة الجمعة ، وكان الموكب مهيبًا شارك فيه حوالي ربع مليون مسلم ، والأستاذ عمر التلمساني هو المرشد الثالث لجماعة الإخوان المسلمين بعد حسن البنا وحسن الهضيبي . عاش الأستاذ عمر التلمساني محن الإخوان كلها فاعتقل أيام إبراهيم عبد الهادي قبل الاستقلال وأيام جمال عبد الناصر وحوكم أمام المحكمة التي سميت زورًا " محكمة الشعب " التي رأسها جمال سالم وحكم عليه بالسجن 15 عامًا قضاها كاملة بل زيد عليها عامان قضاهما في معتقل مزرعة طرة ، وخرج من السجن في يوليو 1971م وتولى قيادة جماعة الإخوان المسلمين بعد وفاة الأستاذ الهضيبي في نوفمبر 1973 .
وأشرف على إصدار مجلة الدعوة منذ صدورها في رجب 1393هـ إلى أن أمر السادات بإغلاقها في ذي القعدة سنة 1401هـ ، وتم اعتقاله بأمر السادات في سجن طرة في 2 سبتمبر 1981 ، وأفرج عنه في 27 ديسمبر في نفس العام وكان عمره 77 عامًا ، ومن المأثور له شكواه الشهيرة التي رفعها إلى الله ضد أنور السادات وهو يواجهه في أحد المحافل .
من أهم مؤلفاته : ( قال الناس ولم أقل في حكم عبد الناصر ) ، ( أيام مع السادات )، ( ذكريات لا مذكرات ) ، ( الخروج من المأزق الإسلامي الراهن ) .

مذبحة الحرم الإبراهيمي 15 من رمضان المبارك 1414 هـ :
في فجر يوم الجمعة 15 من رمضان المبارك 1414 هـ الموافق 25/2/1994 م كانت ثلاث مذابح في مذبحة واحدة، شارك فيها الجيش الإسرائيلي وجموع مستوطني " كريات أربع " في تحد سافر لكل ما يتردد عن السلام مع العرب؛ لتؤكد قول الله ـ تعالى ( لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود …) وكان فاعلها المجرم " باروخ جولدشتاين "الدكتور اليهودي الأمريكي الأصل الذي يعمل ضابطًا في جيش العدو الصهيوني ،.. وذهب ضحيتها حوالي 90 شهيدًا وثلاثة أضعاف هذا العدد من الجرحى، كانوا داخل الحرم الإبراهيمي، وكانوا يؤدون صلاة الفجر، هذا النبأ الذي تناقلته وكالات الأنباء العالمية بشأن المجزرة يؤكد بأنها مذبحة جماعية وليست فردية ..

ومن المعلوم أن مستوطني "كريات أربع" المجاورة للخليل- وهم من العناصر الموتورة والمتطرفة -لم تتوقف اعتداءاتهم على الحرم بشكل دائم ومستمر، بما في ذلك نهب محتوياته، وتمزيق المصاحف فيه، وإنزال الهلال عن قبته التاريخية، وسرقة ساعاته الأثرية، والاستيلاء على مخطوطات إسلامية لا تقدر بثمن، وفي كل مرة يتم فيها مواجهة أهل الخليل للمستوطنين دفاعًا عن الحرم؛ كانت مطالب المستوطنين للإشراف على الحرم تزداد إصرارًا، وإجراءاتهم تتصاعد في الاعتداء على السكان العرب، إلا أن واقعة المجزرة الأخيرة جاءت ضمن سلسلة تصاعدية من الاعتداءات المتكررة التي لم تجد من جانب السلطات الإسرائيلية إلا أذنًا صماء وعينًا عمياء.

والإرهابي الذي نفذ المجزرة يهودي أمريكي الأصل، هاجر منذ 11 سنة واستقر في الخليل إيمانًا والتزامًا منه بشعارات الإرهابي كهانا، وعرف عنه تشدده وكراهيته لكل ما هو عربي مع معارضته للانسحاب من أي جزء من الأراضي المحتلة، ودعوته إلى ترحيل كل العرب عما بقي لهم من أراضٍ بمختلف الوسائل إلى خارج فلسطين كلها.

Copyright @ 2013 اللهم توفني وانا ساجد اليك .